جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءAkid Bendahou

جدلية الانسان و النجاح في الادب البرجوازي

 

جدلية الانسان و النجاح في الادب البرجوازي

العقيد بن دحو

* - سالته : الم تعد تحبني ؟

- اجابها : لم افهم لهذه العبارة معنى ، وهل فهمها احد في يوم من الايام ؟

ولنفرض اني احبك ، فماذا بعد ؟ ربما لا احبك في الشهر القادم...فكيف يكون الحال ؟ ساشعر باني كنت ساذجا. ولو فعلت ذلك و القي بي في السجن فسيتاكد لدي اني قمت بدور الساذج . اما اذا ارسلتك انت الى السجن فسوف احزن و اسف و امضي ليالي قلقة....لكنها سوف تمر.

كانت هذه العبارة الشهيرة الفيصل ، التي اطلقها لسان او قلم الكاتب الروائي " داشيل هاميت " في رواية (صقر مالطة). لاحد رجالات البوليس السري و هو يسلم عشيقته الى كرسي الاستنطاق و من تمة الى كرسي الاعدام حتى .

هذا الحوار السيكوباتي السادي ، يشير الى تلك النقلة التي قذفت فيه جل الاداب و الفنون و الثقافات و الفكرية منها الى اكوان اخرى ، من بعدها و طابعها الانساني الى اللاانساني ، من طابعها الاجتماعي الى طابعها البرجوازي. اين تغيب العواطف ووشائج العلاقات الانسانية. يغيب الحب (وطن الحلول) و يحل الطابع الصنمي للبضائع، كالقضاء و القدر بالمعنى الفكر السابق للتاريخ ، اين  يتحكم في الانتاج و المنتج على حد سواء. من تمة يصير الانسان لا شيئ و ( النجاح) هو كل شيئ.

من حيث النجاج يجر النجاح ، النجاح اله العصر الحديث في عصر اثقله منطقه ، اكتشف فيه من اصغر وحدة في ذرة عنصر بسيط الى اكتشاف عوالم اخرى في مجرات اخرى تبعد عن كوكب البسيطة الملايين من السنوات الضوئية.

اذن رجل المخابرات البوليس السري في رواية صقر مالطة ، و هو يسلم عشبقته الى الكرسي الكهربائي دون مراعاته الى اي نوستالجيا جمعتهما معا جسدا و روحا و نفسا. فجاة و كانه اصيب بعملية مسح او غسيل دماغ ؛ و لا سيما في منطقة الاحاسيس و المشاعر حيث كان الضرر بليغا.

هذه الرواية السوداوية الشاذة عن القاعدة ، يقدمها لنا الروائي السادي بدوره. المريض سيكولوجيا من حيث فن الرواية هي مرض الادب. يقدمها لنا بلا قلب. حتى قال ( رامبو) في احد الليالي القلقة : سبب تفوقي على الاخرين لاني دون قلب !.

كان من المفروض ان يبين لنا  و غيره على من تفوقوا ،  على امراة عزلاء كانت قد احبتهم حتى الخلاص !.

هو القائل ايضا اذ ( انا) : انسان اخر !.

بمعنى اذا كانت قطعة الصفيح تتحول الى مزمار ، ينفث الحانا بديعة تحيي و تنعش الارواح و الانفس الحائرة العليلة ، فالفضل ليس لها انما للانسان الذي يضع نفسه موضع الاشياء.

ان الشاعر هنا او الروائي في هذه الحالة التي توشك او تكاد ان تكون قد خرجت عن طوعه. و لم يعد له الا ان يتابع ازدهار افكاره يرافقها و يستمع اليها حتى النهاية. ثم يضرب ضربة  واحدة . و اذ بالسيمفونية تتحرك في الاعماق.

وقتئذ تتغير المقولة (اني افكر) الى اني اكون موضعا للتفكير.

ذاك لم يعد كافيا الاعتماد عن الوعي ، بل على اللاوعي في كنه الاشياء . بالقدر الذي لم يعد كافيا الاعتماد على الخواطر ، بل على تداعي الخواطر.

كما لم يعد كافيا الاعتماد على الحواس بل على تداعي الحواس و هذا ما يسمى ( بالايكولاليا) Ecolallia او التصادي او ما يسمى Senstassias. حين تصبح المرئيات مسموعات ، و المسموعات مشمومات ، و الاذواق ملموسات بما تغنى به اللغة الشعرية.

اذن تزعم انصار هذه النظرية على انتصار العقل السابق على المنطق .

في الحقيقة هنا نحن امام نظرية اخرى ، نظرية الدوائر الخربة. او نظرية هاملتية جديدة ، اين يكون المسرح داخل المسرح و احداث الرواية داخل رواية اخرى

فالرواية في حد ذاتها انتهاك لعدة ضمائر اخرى ، و هي سجن في حد ذتتها داخل سجن اخر. حين يلجا الروائي الى سجن مجتمع باكمله بين دفتي كتاب.

يعرض لنا داشيل هاميت و غيره من فشل الادب البرجوازي ، و الفن البرجوازي ، و الفكر البرجوازي في انسنة الانسان. لذا اقتصر على فئة و دائرة قصيرة مغلقة الفضائل ، في حين ظلت الفئة الشعبية غريبة عن المجتمع

عموما لا يمكن فصل الادب عن الظاهرة الاجتماعية ، فالادب الفقير دية الكسل ، لا يؤكل خبزا ( بالمعنى العميق للكلمة)، بالمقابل الادب البرجوازي ، الفن ، الفكر ، و الثقافة لا يستنهض همم و لا يزدهر افكارا ، و لا يغذي قيما.

حاجة الناس اجمعين الى الادب لتحسين العالم . ان يعلم ، ان يمتع ، ان يهز ، بل حتى ان يجري حوارا ما : التعزية او اثارة احاسيس ما.

اخيرا في ظل الادب البرجوازي هذا.... صار ( النجاح) اله هذا العصر المادي ، صار له حلم ، كلمة ، فكرة ، فعل ، رمزا و اشارة ، ايقونة ، نصا ادبيا متحجرا ، خرافة و اسطورة ذات نفس جماعي .

العودة الى ذاكرة ما قبل التاريخ اين الالهة سادت الوجود. قضت على ( اونتجونا) ، قضت على ( الكترا) ، و ها النجاح يقضي على عشيقة البوليس السري ، دون كلمة اخيرة ، دون كلمة وداع ، دون ان تزف عروسة في حضن زوج مخبر بلاقلب ، دون ابتسامة محاباة او كلمة وداع.

بوليس سري من الحرب العالمية الثانية فضل  تطبيق اوامر مرؤوسيه باسم الوطن و الوطنية ، و انقلب على اوامر عشيقته حتى ان كانت  لا تزال بقية متبقية من دموع في عينيه التي جبلت تنفيذ الاوامر ز من لعد تاتي التعليقات... التحليلات ، وقتئذ يكون كل شيئ انتهى

ز ما ابقى الا كلمة (وداع) تخرج من كورس السن الجميع حشرجة الحروف. و...د...ا...ع !.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *