يحيى محمد سمونة
يتحاورون
= 36 =
في مسألة
الحوار ربما اقتصرت نظرتنا على اعتباره: محاولة لتبادل الأفكار و الآراء ضمن قاعة
أعدت خصيصا لذاك الغرض [ قلت: غالبا ما يؤدي حوار القاعات إلى تفاقم الأزمات !
حيث يتم
استعراض العضلات و فرض الآراء، و ثمة ممارسات تعسفية ممن يظن نفسه الأكمل بين
الحضور ! ]
💪👊💪👊
قلت: تعددت و
تنوعت أشكال الحوار، فمن حوار هادئ رصين مثمر بناء، إلى حوار صاخب مجلجل، كثر فيه
اللغط و القول البذيئ، إلى حوار خلا من رؤية واضحة ثاقبة، إلى حوار عقيم خلا من
خيارات في المسألة الواحدة، إلى حوار لم يتم فيه تحرير محل النزاع بل الكل عاكف و
منعكف على ما يراه حسنا دون الوصول الى تأصيلات و تفصيلات ضرورية مشتركة للمفاهيم
و الرؤى و المفردات و المسائل ذات الصلة بموضوع الحوار [ تتوقف طبيعة الحوار على مدى ثقافة المتحاورين و مدى
علمهم و مدى استعدادهم لقبول الرأي الآخر، و مدى حريتهم و استقلاليتهم بالرأي و
الفكر و التوجه، و مدى قبولهم و تحملهم للمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، و مدى
معرفتهم بما يجب عليهم قوله و فعله و الدفاع عنه و المنهجية التي يجب السير عليها ]
👌👌👌👌
و بكل تأكيد
فإن للبيئة دورها في صناعة محاور ناجح أو فاشل، و ذلك بما تضمنته البيئة من ثقافة
و عادات و طرائق نشأ عليها القوم
✋✋✋✋
- وكتب: يحيى
محمد سمونة -