جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءAkid Bendahou

رؤى الشعر و رؤى الفلسفة

 

رؤى الشعر و رؤى الفلسفة

العقيد بن دحو

رغم ان جل الفلاسفة الاغريق مما قبل التاريح ، اي ممن هم قبل الميلاد ،كانوا يكرهون علنا المسرح ، اي الكلمة التي كانت في البدء ، اي الشعر بكل انواعه و الوانه و اشكاله ، الدرامي منه و الملحمي ، على اعتبار (الشعر) محاكاة !.

غير انهم كانوا في نفس الوقت - لا يفقدون لوده قضية - لا يخفون بعض حبهم لبعض الشعر و الشعراء ، اذا ما تضمنت اشعارهم الدرامية بعض الافكار و رؤى فلسفية.

فرغم ان سقراط و افلاطون..... كانوا لا يخفون كرههم للمسرح ، الا انهم قالوا قولا جميلا في كل من فرينكيوس في ماساة مدينة مليوس   و كذا عند الشاعر الدرامي الكوميدي اسخيلوس في ملهاة الضفادع !.

باعتراف جل الفلاسفة على اعتبار هاتين القيمتين القيمتين الادبيتين الفنيتين لا تقل اهمية عن القيمة العلمية  التعلمية التعليمية لام العلوم الفلسفة.

ورغم ارتباط الشديد الكلاسيكيات التقليدية الاغريقية عموما بالاسطورة الا انها لا تخلو من بعدها الانساني الاخلاقي.

وكما يمكن (مؤارخة) الاسطورة و احالة الاسطورة الى تاريخ (مالرو). اي ان هناك دائما انصابا تتكلم ، و هناك انصابا تغني كما يقول ( بول فاليري).

بمعنى حتما بعض الشعر فلسفة و بعض الفلسفة شعرا.

و بما  ان الاسطورة  الملاذ و الخلاص الاول و الاخير للشعر ، و هي نفس جماعية لافردية، و كل كلمة متحجرة تحمل قصيدة شعرية في رحم الزمن ( يانك)   حديث بالف صوت. تماما كما هو في  حجر الفلاسفة ، حبن يمتزج بسيمياء العناصر يمنحنا الف فكرة و فكرة. ما دامت رؤية الفيلسوف لا تتم بالالوان كنا هي عند الرسام ، و لا هي بالحجوم كما هي عند النحاث ، و لا هي بالاتطباعات المعاشة / وقائع علم الشعور كما هي عند الروائي ، انما رؤية الفيلسوق تتم بالافكار !.

ومع التقدم الثقافي و الحضاري للامم و الشعوب قسم الشعر و الفلسفة على حسب المدارس و المذاهب الفنية. فاذا كانت السيريالية تعنى جوهريا بالشعر ، بينما تعنى الوجودية بالفلسفة . ورؤى الشعراء اعمق و اخصب بما لا يقدر من رؤى الفلاسفة ، لان الشعر مرتبط ابدا بالاسرار الانسانية الاولية الازلية. بينما تغدو الفلسفة اقرب الى التاريخ ، متى وضح كل شيئ ، و بقيت فلسفة و لم تصبح شعرا . الفلسفة تتناول تفكير الانسان في الكون حتى مرحلة معينة من التاريخ ، بينما يتناول الشعر ما يعرفه الانسان من الكون وما عرفه ابدا   شعوريا  او لا شعوريا ، الفلسفة محدودة بزمن ، كالتاربح ، اما الشعر فهو النشاط الانساني الوحيد الذي لا ينال الزمن منه ، انه خلوده الوحيد. الشعر نفي اللحظة. او اية وحدة زمنية اخرى.

ان الشاعر يكون شاعرا اذا كتب في مرحلة ( الصور)   و قد تاتي مرحلة ( الفكر) اين يضير الشاعر ناقدا او فيلسوفا . بمعنى : الفيلسوف هو شاعر  سابق لم يعد يعبر بالصور . و تعهد الفكر من اضمن الوسائل للتغلب على الغم و الوحجة و الحزن ،  و للسقم و الملل و الكلل.

ظلت هكذا الفلسفة تقتات من مصرف التاريخ الفكري الى غاية القرن التاسع عشر ، حين كف الفلاسفة عن مجاراة القضايا و الكليات و الجدال السفسطائي القديم و الحديث ،  التحليل و التركيب ، الى ان  صارت رؤية الفيلسوف تضاهي رؤية الشاعر بالكلمات ، رؤية الرسام بالالوان   و رؤية النحاث بالحجوم...

اخيرا صار الفيلسوف فنانا - عسى ان تكره شيئا فهو خير لكم - لذا لاغرو ان وجدت الطبيب المفكر المسرحي الالماني ( برتولد بربخت) يرفض ان تظل فلسفته حبيسة دماغه و ادمغة الناس. لا غرو ان وجدته ينقل كرسي القاضي الى كرسي المتفرجين . ان لا يصير (الجمهورا) طرفا بالمشكل ،  لا طرفا بالحل !

ان لا يتركه يغادر بهو المسرح الا و قد حمل معه بوادر التغيير .

وقتئذ لا غرو ان جاءت احدى صيحاته العصماء في احدى المسرحيات من مسرحياته : " تلكم الفكرة التي تغير وجه المحيظ بل وجه العالم " .


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *