البافلوفية في الفن و الادب و الثقافة
العقيد بن دحو
بلهجة شعبية ، بل ( شعبوية) ركيكة ، فيها الكثير من الرزاية و الخسة و سقط الالفاظ و الجمل البديئة و سقط المتاع ، تذكر المستمع بان من هناك مر عصر الضعف ، و ترك السنا ضحلة تذكر بازهار و فسائل شره. الشر الابيض ، و الشر الاسود و على مختلف الالوان و الاشكال و الصور ، ان كان للشر ذلك !.
قال لصحبه : ما تعشيتش !؟
قال صحبه : نجاك الله ، البطانة تذهب الفطانة...!
ثم قال لصحبه : نسيت ...لم احضر الحفلة....فاتتني السهرة...!
رد صحبه ثانية : نجاك الله ، حضرتها السفلية و من جاءوا يكسرون قشور الالفاظ ، يثنون الركب.... ، يتكئون على القيل و القال...و اشياء اخرى مرتجلة يغيب فيها العقل و الضمير ، شعاره الغائب هو الظالم حتى لو يكن نبيا في قومه !.
هذه احوال الثقافة و المثقفين ، احوال الادب و الادباء ، و احوال الفن و الفنانين و المال التي الت اليه ، عندما ترتبط التظاهرة المسماة (...) بالمنعكس الشرطي البافلوفي القميئ !.
مباشرة حينما تخفي هذه التظاهرة او المهرجان المغطى مركزيا و هامشا ، و طنيا و محليا باسم ( الثقافة) ، و لكن سرعان ما يركب عواصفه الهوجاء ، و زوابعه التوربينية رمضاء حر وقر تصحر الصحراء ، و تتحول الثقافة الى ثقافة بافلوفية ثقافة الزردة و الهردة كما قال المرحوم المفكر الالمعي ،موسوعة الجزائر " مولود قاسم نايث بلقاسم" .
بل ؛ يتحول اولئك (المحافظين) الجدد الى حاملة القرابين بالمعنى ( الاسخيلوسي) الحرفي للكلمة، اشباح و اشباه مثقفين ؛ يوزعون الكذبة الكبرى ، الحماقة الكبرى على الساكنة ، و هم يسمعون ولا يسمعون ، يرون و لا يرون. اولئك الذين يطحنون السراب و يلوكون اصداء لغة الخشب !.
الغريب ان تبلغ الجراة باحدهم ، كان يتقمص شخصية الغير ، و يسمي نفسه ( المحافظ الفلاني) و " ممثل الوزارة " !. هذه جريمة " انتحال" ، يعاقب عليها القانون .
يا سلام..... على الكذب الاسود في زمن الكوميديا السوداء ، و في زمن اعادونا فيه الى عصر صورة ( ابيض و اسود) و شواش الرؤى !
زمن لا اريكم الا ما ارى و لا اسمعكم الا ما اسمع ! اما ( انا) او ( انا) !؟ ليس لكم من خيار ثالث او راي ثالث مخالف !.
قال لمن حضر لصحبه : كان ( المحافظ) الذي حافظ على كل شيئ الا على شرف الحرفة و نبل رسالة نزاهة الفن ، و فكرة صيرورة الحياة للثفافة - وهو واقع تحت تخدير التبجيل ، و نفخ الاوداج ، يبدو كم كان سعيدا و مسرورا و هو يسمع ( ممثل الوزارة) !قال لصحبه تفاجات و خلت ان الحكومة قسموها ووزعوها وزراء على عدد الولايات ، و كان حظ مدينة ادرار وزارة الثقافة و الفنون ، و عليه ؛ لا غرو ان صار لها ممثلا بهذا الشكل (....) !
هذه الحالة التي اوصلونا اليها البافلوفيين ، ان جادت عليهم الدولة بيد طالبوا بالدراع كله ، و ان تكرمت عليهم بلقب ( محافظ) صاروا لسانا ناطقا باسم الدولة ، و الوزارة !.
هذه هي اللقاءات و التظاهرات التي تجرى بلا حساب ، بلا متابعة من لدن الوزارة ذاتها.
فان غاب الاب فلا تلومن الاطفال في حالة الرقص ، حولوا كل العطايا و الهبات الى ( لعب) !
فعلا نجى الله صاحبه من اوجاع و انات انتفاخ بطنه ، كونه ما تعشاش !.
و نجاه الله ثانية من انتفاخ وجع قلبه ، من نفخ اوداج جماعة المنعكس الشرطي البافلوفي ، و هم منتشون القابا ورتبا ما انزل الله بها من سلطان : ( المحافظ) ، ( ممثل الوزارة ) ، ما ينقصهم الا ان يتوجهوا للساكنة بقولهم : ان غلبكم النعاس انتم الطلقاء ، لم نعد في حاجة الى جمهور ، بل نحن الجمهور !.
اخيرا و ليس اخرا ، لن اكون ملكا اكثر من الملك فللوزارة ربا يحميها.
و لن اقول كما قال وزير النازية الاعلان الحربي : اكذب...اكذب...اكذب حتى يصدقونك الناس كما هو في زمن الحرب !
و انما يمكن ان نقول : قد تكذب على بعض الناس بعض الوقت ،
قد تكذب على بعض الناس كل الوقت ؛
لكن لا يمكن ان تكذب على كل الناس كل الوقت.
كان هذا في زمن السلم ، و بين هذا و ذاك يقول الشاعر ( رامبو) : " انا كذبة تقول الحقيقة " !.
و يقول المثل الشعبي : حبل الكذب قصير !،
يا...السي (المحافظ).....يا السي (ممثل الوزارة).....في ادرار !.
ودعت صاحبي وتركتهما على بافلوفية اخرى يخططان و يهندسا......!
