مذكرة تخرج
====بقلم العقيد بن دحو===
أكيد كل متربص سواء كان تربصا مستمرا او متقطعا , من المفروض ان ينتهي بمذكرة تخرج.
والحديث اليوم عن أي مذكرة تعود بنا الى الروتين الممل الرتيب , تكرار المكرر وتجريب المجرب , ولا سيما منذ ظهور الرقمنة , اصبح ما يسمى( نسخ- لصق/ Couper - Coller ) هي السائد والغالب !.
بل, ومنذ البداية واللبيب الأريب المتمكن المتفحص , يشعر بأن هذا المتربص بأي قطاع كان سواء الإداري او الإجتماعي او الإقتصادي او الثقافي لم يقرأ يوما كتابا واحدا , ولم يتخذ بمذكرة تخرجه او رسالة تكوينه النهائي أي مرجع واحد , اللهم الا ذاك الذي استعاره من زميله الذي سبقه او من النيت مباشرة بلا خجل ولا عيب ولا ضمير يلاحقه .
لذا لا غرو ان تخرج المتخرج إلا من من تلك البهرجة والحفلة التي تتعالى فيها زغاريد أهالي المتخرج من الفضاء الأزرق اكثر منه على ارض الواقع.
اليوم مذكرة تخرج عبارة عن اكوام من الورق حتى صاحبها وناقلها حتى لا اقول مؤلفها لا يشعر بالإنتماء اليها.
والصدمة الكبرى عندما يسامت هذا المتخرج الميدان الذي يختلف كلية عما درسه من محاباة ومحاولة كسب ود المشرف الذي ايضا يزيد للطين بلّة ويتفخ بأوداج صديقه , ويمنحه نقاط خيالية فضائية لمتخرج قضائي ومذكرته فضائية ايضا.
مذكرة تخرج لا بد ان يشعر المتربص بالثعب , تكون مراجعها الكتب لا محركات البحث بجهاز الكومبيوتر او محطات ومنصات التواصل الاجتماعي.
اذا كانت الامتحانات الرائز الوحيد لوصول كفاءات قيادية لمختلف القطاعات لذات الحكم الراشد المنشود وطنيا , إلا انها لا تزال تعاني من النزاهة والاخلاص وتكافؤ الفرص , لذا عليها ان تخرج من طابعها المحلي الولائي الى الوطني او الجهوي على الأقل.
ثانيا / يجب ان يمس الرائز او الامتحان المدراء التنفيذيين ايضا , لفرز نخبة جادة هادفة واعية وا تتاح الفرص للجميع فيوجد دائما بالنهر ما لا يوجد بالبحر.
ان الإمتحانات والرائز هو نواع من انواع التحرر والديمقراطية والمساواة , الضامن الوحيد لإفراز نخبة مثقفة ناجحة.
مذكرة تخرج ناجحة قائمى على اساس متربص ناجح , وامتحان بدوره ناجح مركزه بولاية اخرى , بعيدا عمن يعرفهم ويقدمون له المساعدة ليلا نهارا.حتى لا يصل ذاك الكفؤ الناجح الذي يعرف كيف يرسو بسفينة المؤسسة الى بر النجاح.
كم من مثقف ومتعلم حقيقي توصل الى سدة الحكم والى سدة القرار.
والى ان تكون لنا مذكرة تخرج جادة واعية وامتحان نزيه واطار كقؤ تبقى دار لقمان على حالها تكرر المكرر وتجرب المجرب , ونبحث عن تفسير الماء بوسط السراب.
***********************
***********************
