جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
رحو شرقينقد

قراءة في العنوان ثلاثية القصة القصيرة جدا" مسرحية المزاد "


قراءة في العنوان ثلاثية القصة القصيرة جدا" مسرحية المزاد " 
دكتور حمد حجي / تونس
بقلم رحو شرقي / الجزائر 
من خلال قراءتي للنصوص دائما أركز على العنوان، فهو البوابة المؤدية إلى اكتشاف الأصداف المكنونة أو غطاء قرورة العطر الذي نريد إزاحته .
كما أن الإبداع يكمن في العنوان الذي يكتنز مفاتيح النص... فأول علاقة ستخبو إلى ذهن المتلقي بداية من العنوان .
" مسرحية المزاد " من جملة بسيطة جدا تتكون من مبتدأ محذوف وخبر في محل مضاف لكن الكاتب يبدو بطريقة واعية أو غير واعية قد تأثر باللغة الأجنبية حيث أعطى لكل إسم دلالته الخاصة به ومتفردة وقد نجدها على سبيل المثال في اللغة الفرنسية Le champ lexical .
وحتى وإن عدنا إلى لغتنا فقد نجد كلمة مسرح لها معنى وحيد وهو المكان الذي يدور عليه الممثلون وكذلك يحمل عدة معاني لكنها تجمع في جملة واحدة " فالمسرح هو مكان الذي يقع فيه حدث أو مجموعة من الأحداث" 
وأتساءل لماذا اختار الكاتب هذا العنوان بالضبط ؟
ما نوع هذا المسرح؟
ما هي طبيعة هذه المزايدات؟
من خلال هذه التساؤلات قد يأسر القارئ مباشرة إلى داخل النص، للبحث عن نوعية هذا المزاد ويريد إزالة هذا الغبش الذي لم يقرره الكاتب ويستنطق النص مباشرة للإجابة على هذه الأسئلة وهذه الجمل المطروحة وهي نقطة فارقة للكاتب .
كما يقول العالم السيميائي أومبرتو إيكو " أعتقد أنه ليس على القاص أو الشاعر مطلقًا أن يقدم أية تفسيرات لعمله، فالنص بمثابة آلة تخيلية لإثارة عمليات التفسير. وعندما يكون هناك تساؤل بخصوص نص ما، فمن غير المناسب التوجه به إلى المؤلف. "
والعنوان هو طريقة من الطرق التي أعتمدها الكاتب لما سبق ذكره .
يقول الكاتب د. حمد حاجي " تضاء أنوار خشبة المسرح قليلا، يظهر جناح الإنعاش بالمشفى" من خلال هذه الجملة التي ابتدأت بها القصة الأولى يستعمل الكاتب أدهى طرق التشويش على المتلقي وكأنه يقول للمتلقي أنت تريد أن تبحث عن معاني النص لكنك ستلهث في هذا الرواق الساخن ويخلخل ذهن المتلقي والبراعة في استعمال كلمة المسرح والتي أشرت لها كثيرا ... فيشير الكاتب إلى المسرح المتعارف عليه ثم يرمي بك إلى مكان آخر آلا وهو المشفى .
كذلك من الفنيات الرائعة للكاتب لم يقم كالعادة في الوصف والتركيز على الشخوص بل على الأشياء والأصوات مثل خيط السيروم وطق...طق ...وهذا مما أضفى على النص مشهدية متحركة بالأشياء وليس بالشخوص وكأنه يريد أن يقول ليس من الضروري أن يكون البطل في شخصية بل في الأشياء كذلك وهذه هي المفارقات العجيبة عند الكاتب 
يقول أومبرتو إيكو: "إن مجد القارئ يكمن في اكتشاف أن بإمكان النصوص أن تقول كل شيء باستثناء ما يود الكاتب التدليل عليه. "
" إن القارئ الحقيقي هو الذي يفهم أن سر النص يكمن في عدمه."
مجرد قراءة خاصة وبسيطة نتواصل بها مع الإخوة الكتاب في هذا العالم الواسع.
أتمنى أن أكون وفقني الله في قراءة النص وليس في فهمه، ولهذا الحرف ينحني قلمي 
تحياتي د حمد حجي .
بقلم رحو شرقي

***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *