نحن
سكان الجنوب نتبرأ من هذا المسرح
========العقيد بن دحو=========
وكأن المسرح الوطني
لا يكفيه الهم الذي فيه , والأزمة الثقافية التي تعيشها الجزائر من شمالها الى
جنوبها ومن شرقها الى غربها , وكأنه لا يكفينا شطا وعطا ومطا على حسب تعبير
الدكتور طه حسين , ليطلع لنا ارباب المسرح الوطني ( بشيئ) يسمى مسرح الجنوب !.
وليته كان كذلك ,
مسرحا اسما على مسمى !.
وليتنا ما درسنا
قراءة وتمثيلا المسرح وتخصصنا بالمذرسة والمذهب الكلاسيكي العالمي , بل ليتنا ما
حيينا حتى اليوم لنسمع وتقرأ ونشاهد بمثل هذه المهازل !.
طبيعيا لايوجد فن يسمى مسرح الجنوب , بحكم ان الجنوب بعيد عن شواطئ البحار
, وهو فن زمكاني يتطلب هيكلا معينا ان لم نقل معبدا فنيا.
ليت الوضع توقف عند هذا وكفى لأعتبرنا انفسنا مرضى وحواسنا واحاسيسنا
معطلة. المصيبة والأذهى والأمر في كل مرة بعض من هم محسوبين على الخلاص الثقافي
وألهة الفن والفكر بالمركز يزالون يحنون الى الجنوب الفلكلوري الكرنفالي الغجري .
ودعني اصارحكم لطالما اعتبرت السلطات الفرنسية ابان الاستدمار الفرنسي (
الفلكلور) ولا سيما بالجنوب , وبشقيه الجنوب الشرقي والجنوب الغربي احتفائية
عبودية. بمعنى ابتهال وفرحة واحتفال الانسان الجنوبي بسيده المستعمر ( القاوري)
الفرنسي ولو مكرها لا بطل وعلى مضض.
أمس أمس يعرض علينا التلفزيون الجزائري , عبر نشرة الأخبار بؤس وشقاوة
وتعاسة وفقر الجنوب الثقافي , عبر عنوان طويل عريض : " مسرح الجنوب
" !.
ولنفرض ان المستمع والمشاهد فقد صوابه وعقله بتأثير درجة الحرارة المرتفعة
جدا تفوق درجة حرارة جسم الانسان , كان من المفروض على التلفزيون ان يكون نصف
عاقلا او نصف صحيحا ويتريث في بث ان للجنوب مسرح ويمثله تمثيلا وتعليلا هؤلاء
المساكين (....) , الذين لا يستطيعون مجابهة اولئك العليين ( النقاد) والحكام
المتحدثين باللسان ( القاوري) الفرنسي , ولا يرون الا انفسهم أحق بكل الثقافات
والفنون الجزائرية !.
صدقوني انا اعرفهم أبا عن جد وعما ولد , كما اعرف ادرار زقاقا وعائلة عائلة.
كيف لهؤلاء المنظمين يتناسون فرقة ( النسور) بولاية تندوف والتي جابت ربوع
العالم , ومثلث ومسرحت مالم يمثله ويمسرحه المسرح الوطني او المسارح الجهوية برمتها
, دون ان ننسى مسرح بشار وادرار وتميمون وغرداية وورقلة وانتراست.
اما تلك الجوائز التي سلمت , نعرف جيدا ( كيف - ولمن - ومتى - وأين -
ولماذا ) تسلم هذه الجائزة او تلك , عن طريق البافلوفية والمنعكس الشرطي
والميكيافلية الغايتوية و الوسلتية الماكلوهانتية. دون معايير ولا تقييم تقويم
تذكر ولا قانون داخلي ولا لجنة من الحكماء معهود لهم بالصفاء والنزاهة والكفاءة.
ان احسن جائزة تعطى للجنوب ان تتوقف فورا تلك المشاهد الفلكلورية التي
تحاول ان تجعل الجنوب بمخيال المتشاهد والمتفرج انهم أناس لحظة , سرعات ما يزول
الحدث بإزالة المؤثر , لا يفكرون ولا يسعون الى التغيير !.
نحن ابناؤنا ( بالنازا) بالولايات المتحدة الامريكية وباليابان وبكل العللم
طلاب علم وفن وجمال , وليس ضيف شرف فلكلوري لبرنامج شبيه , شبيه بالفن والثقافة.
والى ان يعي هؤلاء (......) , نسأل الله بثورة ثقافية وحراك ثقافي يهز
الخلق والابداع الثقافي بالجزائر كل الجزائر , تمة لكل حادث حديث.
***********************
***********************
