هاني الهندي
بائع
الأقمشة أيام زمان
على كتفه ترتفع أثواب من الأقمشة المختلفة، يغرز في وسطها قطعة خشبيّة
طولها متر واحد وعرضها خمسة سنتمتر، وعلى كتفه الآخر ترتفع هموم الحياة ومتاعبها،
يجوب الحارات والطرقات رافعاً صوته مناديا:" بضاااااااااااايع، شاش عريض،
موسلين، بوبلين، ستان، حبر بضااايع"، يحسن تنغيمها .
إنه صوت (أبو نعيم) القمّاش، وربما صوت أبو (عدنان) زهدي، أو (أبو جمال)،
ولكل واحد منهم زبائنه الخاصة والرزق على رب العباد، ينشر قماشه
للمعاينة ثم يعيد طيّه إذا باع أو لم يبع دون تذمر.
تستوقفه أم مفيد وتطلب منه عرض البضاعة، يبدأ بفتح أثواب القماش ثوباً
فثوبا، ويعيد طيّه، تساومه، وتخبره أن (أبو جمال) يراعيها في السعر، يحاول إقناعها
أن البضاعة التي يحملها تختلف عن بضاعة (أبو جمال)، ينشغل في طي الأثواب التي
عرضها، تتركه وتمشي، يناديها: يا أم مفيد .. يا أم مفيد.
تجيبه وهي تمشي: "بطّلت أشتري".
من محلات القماش في المحطة قبل السبعينات محل (أبو نعيم) مقابل فرن
(أبو صبحي)، ومحل (أبو العبد) على طرف سوق المحطة أول الشارع الصاعد إلى الهاشمي
الشمالي، ومحل (أبو جمال) مقابل محددة العموري، وفي أول الجسر محل علي عبد المجيد
أبو الرائد تأسس عام 1960 أول طلوع الهاشمي الجنوبي قبل انتقاله إلى أول الجسر عام
1983، و فتح الحاج عبد الكريم شهوان محله أول جسر النور، والحاج أحمد القباوي في
منتصف شارع إرفيفان المجالي.
اختفت هذه التجارة من منطقة المحطة بعد ازدياد تجارة استيراد الملابس
الجاهزة من الشام.
***********************
***********************