خالد بيومي
منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي ، كان هناك اتفاق بين الموسيقار كمال الطويل وعبد الحليم حافظ وثالثهما الشاعر صلاح جاهين، يقضي بتقديم أغنية مع كل عيد ثورة، إلا أن الطويل لاحظ في آخر لقاء فني لهم (أغنية «بالأحضان») أن عبد الحليم في أثناء البروفات يتولى قيادة الفرقة الموسيقية وتوجيه العازفين متجاهلاً حضوره.
نبّهه الطويل أكثر من مرة، فلم يستجب، فقرر أنه لن يتعاون مع حليم في المستقبل ، عندما اقترب موعد الاحتفال، دعاه عبد الحليم للقائه، وأسمعه كلمات جاهين «صورة»، فقال له كمال إن الكلمات رائعة، تملك موسيقاها الداخلية، ولا تحتاج إلى ملحن، وأضاف أنه ليس في مزاج فني أو شخصي يؤهله لإنجاز اللحن، ووجد الطويل رجلاً لا يعرفه كان موجوداً في الصالون يعلو صوته قائلاً: «فيه حاجة اسمها التلحين بمزاج»، الرئيس عبد الناصر منتظر اللحن و ذكرى ثورة 23 يوليو بعد شهر.
فوجئ في صالة المطار بأنه ممنوع من السفر وأن الرجل الذي لم يعرفه لم يكن سوى شمس بدران وزير الدفاع الأسبق، وهو الذي أصدر قرار المنع، ولم يجد أمامه سوى الامتثال للأمر ولحّن أغنية «صورة».
حققت الأغنية نجاحاً كبيرا، وقابله شمس بدران بعد الحفل، قائلاً: «أمال لو عملت اللحن بمزاج، كان طلع أحسن من كده إزاي»!😍😂🤣
***********************
***********************