قانون
المسرح
يعود الفضل في سن أولى قوانين ومساطر للفن , سواء كان فنا زمانيا او
مكانيا للإغريق , للشعب اليوناني العظيم منذ ما قبل الميلاد.
ونظرا لأن الشعوب تعلقت بفن المسرح على اعتباره أبي الفنون وفن , إلا
أن العديد من الفلاسفة كانوا يكرهون المسرح , على اعتباره فن محاكاة أساسه الخيال
والحوار الكاذب والغناء , بل بالغالب أعتبر مخذرا للشعوب.
بل لم يجد فن المسرح مقاومة ومعارضة من لدن هؤلاء الفلاسفة فحسب , بل
حتى من رجال الدين الكهنة وكبار قادة الجيش ورجال الدولة , على اعتباره كان يعلم
ويمتع ويهز الناس على اساس حريته من اختياره , وليس من اختيار الألهة او اشباه
الألهة او القضاء والقدر.هؤلاء الذين كانوا يتغذون ويفتاتون ويعيشون على خدماتهم.
وكما يوجد قوانين خارجية يسنها الشعب لنفسه , سواء مابشرة او بغير
مباشر , توجد قوانين داخلية , داخل النص نفسه , يعيد التوازن ما بين الانسان
والمحيط , المحيط الداخلي والخارجي بشكل عام.
لذا لا غرو إن جاءت الحكمة الاغريقية في شكل نص قانوني : " إذا
ما تعلق الشعب بشيئ صار قانونا " .
ولما عاد الدكتاتور (بيزيستراتوس) الحاكم من منفاه سنة (-434
ق.م).اراد ان يتحبب ويتقرب الى الشعب وان يشغله بشيئ من اللهو حتى لا يفكر في
حريته السياسية, فأصدر قانونا بتدوين الالياذة والأوديسة , واصدر قانونا آخر يعترف
فيه بفن التمثيل وان يكون من البرامج الرسمية للحكومة في عيد ديونيسيوس , وفي هذا
القرن نظمت العديد من المسابقات التمثيلية والرسمية للشعراء.
استطاع الاغريق سواء عن طريق التراكم او عبر ما جرت عليه التقاليد او
عن طريق ( ميكيافلية) الحاكم العسكري او سولون , ان يجدوا سبيلا تشريعيا لسن
قانونا للمسرخ خاصة ولعرض المسرحيات بالأعياد الدينية , وقوانين أخرى للإنشاد و
أخرى لقراء هذه الأشعار.
صحيح المسرح الكلاسيكي التقليدي او مذهب القيود وجد قواعد عدة للإخراج
هذا النواع من المسرح مجملة في شعار واحد :
" في يوم واحد وفي مكان واحد يتم فعل واحد "
قبل ان يتكيف السرح مع كل عصر , وتنبثق عن المدرسة الكلاسيكية عدة
مدارس أخرى وقوانين وتشريعيات طبقا لإخراج هذه المسارح اخراجا حديثا.
***********************
***********************