بقلم الدكتور زكريا الملكاوي
القط التائب
يحكى أن قطا ، طعن في السن وتذكر في لحظة ما ، كم التهم من الفئران المسكينة دون ذنب فقرر الذهاب إلى الحج ليغفر له ما تقدم من ذنبه .
فرحت الفئران بهذا النبأ السعيد .
وعن عودته زينت الحارات بالأعلام والأقواس المصنوعة من أغصان الشجر لكي يمر من تحتها"الحاج القط" .
ولما جلس القط الحاج اجتمعت الفئران للذهاب لتهنئته بالمناسبة السعيدة وما كان يجول في ذهن الفئران أن المناسبة سعيدة لهم أكثر منها للقط نفسه لتوبته النصوح ، لحلمهم بان يعم الأمان عالم الفئران .
إلا أن حكماء الفئران والكبار في السن منهم قرروا إيفاد فار واحد للتأكد من توبة القط الحاج قبل الذهاب إليه جماعة للتهنئة ، واخذ احد الفئران المتحمسة هذه المهمة على عاتقه.
ذهب الفار إلى القط الحاج فوجده جالسا يرتدي عباءة، وذقنه طويلة،ويضع على رأسه عمة ، يحمل مسبحة ويتمتم ، مما أضفى على القط جلال الشيخوخة والرزانة .
قال الفار بصوت لا يخلو من الوجل : باسم الفئران جئت أهنئكم بالحج وأتمنى أن يغفر الله لكم ما تقدم من ذنوب
شكر القط الفار وقال بصوت ينم عن رزانة وحكمة آمين، وشكرا لك يا بني على هذه أللفتة الكريمة . صمت الفار وكان القط يسبح ويسترق النظرات باتجاه الفار ، كان الفار متوجسا ،وما هي إلا لحظات حتى قفز القط باتجاه الفار وبأعجوبة هرب الفار. ولما وصل إلى الفئران التي كانت تنتظره ، أو ربما كانت تنتظر سماع خبره ،دخل راكضا شاحب الوجه ، وكان بامكانهم رؤية حركة القلب من خلال صدره لشدة رعبه .
سالت الفئران ماذا رأيت وماذا جرى ولماذا أنت في هذا الحال
أجاب بتلعثم الخائف المرعوب : ما رأيت حقيقة كان قطا حاجا ورِعا لم يترك المسبحة طيلة فترة جلوسي ، أما حين قفز نحوي يريد التهامي، فهي نفس القفزة التي كان بقفزها نحونا قبل ذهابه إلى الحج
القط التائب
يحكى أن قطا ، طعن في السن وتذكر في لحظة ما ، كم التهم من الفئران المسكينة دون ذنب فقرر الذهاب إلى الحج ليغفر له ما تقدم من ذنبه .
فرحت الفئران بهذا النبأ السعيد .
وعن عودته زينت الحارات بالأعلام والأقواس المصنوعة من أغصان الشجر لكي يمر من تحتها"الحاج القط" .
ولما جلس القط الحاج اجتمعت الفئران للذهاب لتهنئته بالمناسبة السعيدة وما كان يجول في ذهن الفئران أن المناسبة سعيدة لهم أكثر منها للقط نفسه لتوبته النصوح ، لحلمهم بان يعم الأمان عالم الفئران .
إلا أن حكماء الفئران والكبار في السن منهم قرروا إيفاد فار واحد للتأكد من توبة القط الحاج قبل الذهاب إليه جماعة للتهنئة ، واخذ احد الفئران المتحمسة هذه المهمة على عاتقه.
ذهب الفار إلى القط الحاج فوجده جالسا يرتدي عباءة، وذقنه طويلة،ويضع على رأسه عمة ، يحمل مسبحة ويتمتم ، مما أضفى على القط جلال الشيخوخة والرزانة .
قال الفار بصوت لا يخلو من الوجل : باسم الفئران جئت أهنئكم بالحج وأتمنى أن يغفر الله لكم ما تقدم من ذنوب
شكر القط الفار وقال بصوت ينم عن رزانة وحكمة آمين، وشكرا لك يا بني على هذه أللفتة الكريمة . صمت الفار وكان القط يسبح ويسترق النظرات باتجاه الفار ، كان الفار متوجسا ،وما هي إلا لحظات حتى قفز القط باتجاه الفار وبأعجوبة هرب الفار. ولما وصل إلى الفئران التي كانت تنتظره ، أو ربما كانت تنتظر سماع خبره ،دخل راكضا شاحب الوجه ، وكان بامكانهم رؤية حركة القلب من خلال صدره لشدة رعبه .
سالت الفئران ماذا رأيت وماذا جرى ولماذا أنت في هذا الحال
أجاب بتلعثم الخائف المرعوب : ما رأيت حقيقة كان قطا حاجا ورِعا لم يترك المسبحة طيلة فترة جلوسي ، أما حين قفز نحوي يريد التهامي، فهي نفس القفزة التي كان بقفزها نحونا قبل ذهابه إلى الحج
***********************
***********************