جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

تيمورلنك ... حسام مصطفى
تعجز اناملي عن وصف مقدار بغضي له فمهما تعمّقت في ذمّه و النيل منه فلن أوفيه قدره الهابط كما يجب له أن يكون
أكاد أجزم أنّ هذا السفّاح مستحوذ على نصف زادي الشخصي من الكراهية لكبر جرمه و عظيم فعله في أمّة الاسلام و إني أتذكّر جيّدا مناما جمعني به , اذ رأيت نفسي أزور بلادا ما في القارة الكبرى و أستكشف معالمها التاريخية فكانت المفاجاة عندما اعترضتني جمجمته في متحف ما فما كان لي أن أتناول حجرا و أهشّمها به
كم كانت سعادتي عظيمة بفعلتي تلك حتى أنني لم أقدر على حبس ابتسامتي بينما حرس المتحف ينهالون عليّ بالهراوات و العصيّ
قرأت و أنا صبيّ في المنتصف الأول من عقدي الثاني أنّ هذا الانسان ( ان اعتبرناه جدلا انسان ) ابتكر نوعا جديدة من العمارة الدينية ألا و هي بناء مآذن المساجد بالجماجم البشرية تحديدا بجماجم المسلمين لذلك حقيقة لم أتعمّق كثيرا في تفسير تلك الرؤيا لأنها كانت واضحة المعنى بالنسبة لي
تيمورلنك ... انه بكل بساطة مجّدد الطغيان التتري لكن هذه المرّة بثوب رافضي خبيث
نشأ الملعون وثنيّا في احدى قرى أوزباكستان و كان تتريّا شديد البأس من نسل جنكيز خان غير أنّه لم يمكث طويلا على تلك الحال و اعتنق الدين الشيعي في احدى سفراته بعد أن أقنعه به أحد شيوخهم
لقد كان تيمورلنك مهووسا بالسلطة هوسا مرضيّا و قد سعى جاهدا منذ ريعان شبابه أن يبني طريقه نحو الملك بشتّى الطرق و كانت بداياته كجندي من جنود امارة اوزباكستان فأخذ يتقرّب من قائده العسكري حتى عيّنه مساعدا له و من هناك انطلق الحلم بعد أن أخذ المكانة اللازمة و الصلاحيات المناسبة فدبّر مكيدة لقائده و أعلم الملك بأنّه يخطّط للانقلاب عليه فتمّ اعدامه و عيّن الماكر في منصبه و طبعا لأنه أثبت ذلك الولاء الأعمى للملك أصبح من أبرز الوجوه في حاشيته
ذات يوم قرّر ملك أوزباكستان غزو الجارة كازاخستان فعيّن ابنه قائدا على الحملة و كان تيمورلنك وزيره لكن هذا الأخير لا يرضى الا بأدوار البطولة و بناء على ذلك حاول تتريّ الخيانة الاستفراد بمنافسه و القضاء عليه في طريق الغزوة لكنه لم ينجح و كاد أن يقتل ففرّ بأعجوبة الى ملك كازخستان أي حاكم البلاد التي كان ينوي احتلالها و أعلمه بأنّ جنود أوزباكستان في طريقهم اليه و بالفعل نجحت وشايته في صدّ الهجمة و حماية البلاد
وقع ملك كازخستان كذلك في فخّ تيمورلنك و ظنّ فيه خيرا بعد فعلته تلك حتى وصل به الأمر أن يزوّجه ابنته و بذلك أصبح من جملة الأمراء
نظّم الصديقان " تيمور و ملك كازاخستان " هجوما على قيرغيزستان لكنهما فشلا فشلا ذريعا و دارت عليهما الدائرة بحيث ارتد الهجوم الى قلب كازاخستان ففرّا الى تركمانستان فتتبعتهما قوافل الأوزبك و القيرغيز فعاودا الهرب الى افغانستان و هناك مكثا مدّة عند ملكها
نجح تيمورلنك و صاحبه في ايقاع فتنة جديدة بين ملك افغانستان و ملك طاجكستان حتى نشبت الحرب بين الدولتين و قد كانت تلك الفرصة التي لطالما انتظرها الثعلبان ليستغلّا حالة الفوضى و يحكمان السيطرة على البلدين لكن لا ودّ دائم مع السلطة و بالتأكيد ستتوقع عزيزي القارئ اغتيال تيمورلنك لصديقه و بالفعل حصل ذلك بل و قتل معه ابنته اي زوجته ليتخلّص كليا من عبئ الفيلم الذي صنعه سابقا بعد أن تمكن من السيطرة على الدولة التي طمح اليها و التي توسّعت بسرعة البرق على حساب كازاخستان و اوزباكستان و قيرغيزستان و تركمانستان ثم اذربيجان و ايران فالقوقاز و الهند و أرمينيا الى حدود العراق و الشام اللتان حصلتا على نصيب الأسد من عمليات النهب والحرق والسبي والتخريب اذ بلغ عدد القتلى في حلب 320 ألفا أي تقريبا كل سكانها أما دمشق فأشعل فيها النار ثلاثة أيام حتى أتت على ما فيها وأصبحت أطلالاً بينما تمّ ردم لبنان بالكامل و محوها من قائمة الاراضي الصالحة للسكن
بعدها اتجه الى بغداد و كان تعداد جنده أربعة أضغاف تعداد خصمه و يقدّر اجماليا بحوالي نصف عدد سكان المدينة بجنودها و مدنييها فألزم جميع من معه بأن يأتيه كل واحد منهم برأسين من رؤوس أهل بغداد فكانت النتيجة ابادة جماعية لم تبقي و لم تذر ثم اغار على الكوفة و البصرة فلم يكن حالهما مخالفا لحال غيرهما من المدن التي دخلها تيمورلنك لكن الغريب في الأمر أن هذا المجرم لم يحتلّ مدن المسلمين كما فعل مع ما قبلهم فقد اكتفى بتدميرهم ثم انصرف لعنة الله عليه
كان واقع الأمر ينبئ بأن حفيد جنكيز خان سيحطّم الرقم القياسي التوسّعي لجدّه ... لكنّ هيهات هيهات... لقد كان للدولة العثمانية الفتيّة انذاك رأي أخر فلولا الله ثم اياهم لكان مصير أهل السنة و الجماعة خبر كان ...
لقد تسبّب الكلب تيمورلنك و حاشى الكلاب في ايقاف زحف عثماني مرعب على الأراضي الصليبية اذ يعتبر تيمور بالنسبة للأوروبيين حتى يومنا هذا بطلا منقذا كيف لا و هو الذي لم يطلق سهما واحدا على صليبي ? كيف لا و هو من أوقف غزو ال عثمان على غرب أوروبا ? كيف لا و قد تسبب غزوه لشرق الأناضول في ابطال الهجمة على الفاتيكان معقل الصليبية ? كيف لا و قد أضعف المسلمين أيما ضعف و أدّى الى تلاحم الصليبيين الذين كانوا في حالة ضياع فعقدوا حلفا بقيادة المجر اخر حدود الدولة العثمانية مع الشرق الأوروبي و حتى اخر القارة من خلفها "ألمانيا و فرنسا و بريطانيا و كل الغرب الأوروبي " فسبحان الله يا رافضة أدخلتم علينا ضواري المغول و هدّمتم دولة الخلافة و حوّلتم أمة الاسلام الى دويلات متفرّقة و حرمتمونا من كل فرصة تسنح لضمّ كامل أوروبا الى سلطان المسلمين في ايام الامويين بالأندلس و في بدايات الدولة العثمانية التي نتحدث عنها الان مرورا بأيام سليمان القانوني و دور الصفويين في ايقاف زحفه على الغرب
نجح تيمورلنك في أسر السلطان العثماني بايزيد الأول و علّقه في قفص صغير حتى مات كمدا و حسرة بذلك دخلت السلطنة العثمانية في صراع مرير على الملك بين ابنائه كاد أن يقضي على الدولة و سميت تلك الحقبة بعهد الفترة لكنّ هذا الحال لم يمنع المسلمين من جهاد الطاغية التتري رغم شتاتهم حتى صرف نظره عنهم و توجّه الى الصين و هناك كانت نهايته غير مأسوف عليه فذهب هو لكنّ مساوءه لم تذهب اذ و كردّ فعل على غزوه لبلاد الصين احتلّت هذه الأخيرة تركستان و في ذلك كان ضياعها الأبدي كما أن الروس استغلّوا فرصة موته فأغاروا على القوقاز و القرم و كذلك الى يومنا هذا مازالت تلك البلدان واقعة تحت وطئة الاحتلال الروسي
اللهم اجمع تيمورلنك بفرعون و هامان و كبار الظالمين في الدرك الأسفل من النار ...
يا ربّ لم يذق بأسه وشره إلا عبادك المؤمنون فنكّل به الهنا و ضاعف عذابه ...



***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *