الاستحقاق الثاني لشعب الله المحتار
--------------
عمار الزريقي
--------------
يَــــا شَــعْـبَ اللهِ "الـمُـحْـتَارْ"
هَــلْ تَـعْـرِفُ رَبَّ الـمِـسْمَارْ؟!
قَــشِّـرْ أَحْــزَانَـكَ وَانْـظُـرْ مَــا
خَـــلْــفَ عَــنَـاوِيـنِ الأَخْــبَــارْ
خُــذْ مِـنِّـي.. مَـا مِـنْ مُـعْضِلَةٍ
إِلا فِـــيــهَــا خَــــبَـــرٌ سَــــــارْ
حَــسَـنًـا.. فَـلْـنَـضْرِبْ أَمْـثِـلَـةً
اِنْـــظُـــرْ لِـــغَـــلاءِ الأَشْـــعَــارْ
هِـــيَ مُـشْـكِـلَةٌ فِــي بَـاطِـنِهَا
بُـــشْـــرَى لِــكِــبَــارِ الــتُّــجَّـارْ
هَــلْ تَـقْرَأُ مِـثْلِي مَـا يَـجْرِي؟
أَمْ تَــسْـبَـحُ ضِــــدّ الــتَّـيَّـارْ؟!
يَــــا شَــعْـبَ اللهِ "الـمُـحْـتَارْ"
أُفٍّ مِـــــنْ هَـــــذِي الأَفْــكَــارْ
الـطَّـقْسُ، كَـمَـا تَــدْرِي، حَـرِجٌ
وَالــوَضْـعُ، بِـتَـقْـدِيرِي، حَـــارْ
فَـاخْفِضْ رِجْـلَيْكَ إِلَـى أَعْـلَى
حَــتَّــى تَـخْـتَـصِـرَ الـمِـشْـوَارْ
أَوْ فَـاخْرُجْ كَـيْ لا تَدْخُلَ فِي
حَــــرْبِ الأَنْــصَــارِ الأَنْــصَــارْ
أَرَأَيْــــــتَ الــقِــطَّــةَ آمِـــنَـــةً
تَـمْـرَحُ فِــي أَحْـضَانِ الـفَارْ؟!
اِخْــــــرُجْ فَـــالــدَّارُ مُــلَـغَّـمَـةٌ
وَاضْـحَكْ مِـنْ خَـلْفِ الأَسْوَارْ
قُــــلْ لــلــهِ الـمَـثَـلُ الأَعْــلَـى
وَاتْــلُ عَـلَيْهَا (تِـلْكَ الـدَّارْ...)
وَإِذَا سَـــأَلُــوا، قُــــلْ نَــبَّـأَنِـي
صُــعْـلُـوكٌ يُــدْعَــى "عَــمَّــارْ"
إِنَّ الــصُّــعْــلُـوكَ بَـــصَــائِــرُهُ
أَبْـــصَــارٌ لِأُولِـــــى الأَبْــصَــارْ
يَــــا شَــعْـبَ اللهِ "الـمُـحْـتَارْ"
مَــــــا هَـــــذَا إِلا اسْــتِـحْـمَـارْ
أَرَأَيْـــتَ الأَقْــيَـالَ انْـبَـطَـحُوا
طَـبْـعًـا لِـحِـسَـابِ الـــدُّولارْ؟!
وَجَـــثَــتْ لِــلـبُـومَـةِ أَلْــوِيَــةٌ
وَهَـــــوَتْ لِـــلــدُّودَةِ أَقْــمَــارْ
فَــعَــلُـوا هَـــــذَا لِـسَـلامَـتِـهِمْ
لا لِـــلْـــكُــرْسِــيِّ الـــــــــدَّوَّارْ
وَلَـقَـدْ نَـامُوا.. مَـا الـفَرْقُ إِذَنْ
دَخَـلُـوا فِــي جُـحْرٍ أَمْ غَـارْ؟!
وَقَـضَـى الـنَّبَّاشُ.. فَـأَيْقَظَهُمْ
صَـــــوْتُ الــنَّـبَّـاشِ الــحَـفَّـارْ
وَلَـقَـدْ نَــادَوْا.. وَلَـقَـدْ سَـأَلُـوا
كَـيْفَ الـحَالُ؟ وَمَـا الأَخْبَارْ؟!
قَــالُــوا حَــمْـدًا لــلـهِ.. فَــقَـدْ
عَـــــادَتْ لِــلـبَـيْـتِ الأَنْـــــوَارْ
مَــــــاذَا لَــــــوْ أَنَّ سَـكِـيـنَـتَـهُ
هُـتِـكَتْ بِـضَـجِيجِ الـسُّـمَّارْ؟!
لَـــوْ أَنَّ الــجُـدْرَانَ احْـتَـفَـلَتْ
بِــدَسَــاتِــيــرِ الاسْــتِــعْــمَــارْ
أَوْ أَنَّ أَرَائِـــكَـــهُ اتَّــسَــخَــتْ
بِـفُـسُـوقِ ضُــيُـوفٍ أَشْــرَارْ؟!
أَوْ أَنَّ حَـــضَــارَتَــهُ بِــيْــعَــتْ
بَـخْـسًـا فِـــي سُـــوقِ الآثَـــارْ
أَوْ أَنَّ وَسَــــائِـــدَهُ خَــــانَـــتْ
وَوَشَــتْ بِـالـطِّينِ الأَحْـجَارْ؟!
مَــــــاذَا لَــــــوْ أَنَّ سَــتَــائِــرَهُ
أَفْــشَـتْ لِـلـغَـازِي الأَسْــرَارْ؟!
أَوْ أَنَّ حَـــرَائِــرَهُ اضْـــطُــرَّتْ
لِــقُـبُـولِ شُـــرُوطِ الــجَـرَّارْ؟!
مَـــاذَا لَـــوْ أَنَّ.. وَلَــوْ... أَبَــدًا
لا دَاعِــــــــيَ لِــلإسْــتِــنْـفَـارْ!
حَــتَّــى لَــــوْ ثَـــارَتْ ثَــوْرَتُـهُ
ثُـــــمَّ ارْتَــطَـمَـتْ بِــالأَسْــوَارْ
أَوْ أَنَّ الـــبَـــيْــتَ بِــكَــامِــلِــهِ
ضَـــيَّــعْ حِـيـلَـتَـهُ.. وَانْــهَــارْ!
الـــحَــلُّ بَــسِـيـطٌ.. يُـمْـكِـنُـنَا
بِــالـتَّـقْـسِـيـطِ وَبِـــالإِيــجَــارْ
يُــمْـكِـنُ أَنْ نَـسْـتَـأْجِـرَ بَــيْـتًـا
قَـــامَـــتُـــهُ سَـــبْـــعَـــةُ أَدْوَارْ
وَهُــنَـا.. قَـاطَـعَهُم أَوْسَـطُـهُمْ
وَاشْـــتَـــطَّ كَــبُــرْكَـانٍ ثَـــــارْ
فَــبَــدَا وَكَــــأَنَّ عَــلَـى فَــمِـهِ
يَــنْــطَـحُ إِعْـــصَــارٌ إِعْــصَــارْ
كَـضَـمِـيـرٍ يَــفْـتَـحُ صَــاعِـقَـةً
"يَـــا لَـلـعَـارْ!".. "يَـــا لَـلـعَارْ!"
أنــســيـتـم أن لـــكـــم أمًـــــا
صــارت خـادمـةً فـي الـبار؟!
تـعـمـل شـوطـيـن.. مـنـظـفةً
وتــبــيـع الــنـعـنـاع الـــحــار
ولـــهـــا خـــدمـــاتٌ ثــالــثـةٌ
دخـــلــت مــائــدة الإفــطــار
إن الأبـــرار لــفـي... قــالـت:
بــــل قــولـوا: إن الـفـجـار...
يـــا أهـــل الـــدار وجـيـرتـها
مــاذا يـجـري وسـط الـدار؟!
ألَـــدَيــكــم رأسٌ مــــدفـــونٌ
مـــا بــيـن ركــام الأحـجـار؟!
أعـجـزتـم أن تــجـدوا رقـمـا
مــن بـيـن جـمـيع الأصـفار؟!
هـــــذي عـــاهــاتٌ مــزمــنـةٌ
تـــتـــبــادل فـــيـــنــا الأدوار
حــسـنًـا.. عِـلَّـتُـكم غـامـضـةٌ
لِــنُــجَـرِّبْ زيـــــت الــصـبـار!
مـن فـعل الـسوء بـفطرتكم؟
واسـتـقـبلكم فـــي الأدبــار؟!
مــن أطـفأكم حـين اشـتعلت
فــي مـعـبدكم هــذي الـنار؟!
مـن فـخخكم؟ مـن سلحكم؟
مــن أودعـكـم بـطـن الـغار؟!
هـــــــــــذا لا يـــفـــعـــلــه إلا
أهـــــل الـــديــوان الــســيـار
تـــلـــك الأيــــــام نــداولــهــا
بـــيــن الأشـــــرار الأشـــــرار
سـنـرى مــن أحـسـن عـاقـبةً
ذلــــك مــشــروع اسـتـثـمـار
إن الإنــسـان لــفـي خــسـرٍٍ..
إلا أولاد الــــــــتـــــــجـــــــار
مــن ذا أدخـلـكم فــي جـحـرٍ
داخــلــه ســبـعـة أجــحــار؟!
هــو جـحـر حـمارٍٍ لـم يـخطر
حـــتــى بــخــيـال الــحَــمَّـار
قـــالـــوا لا عـــلـــم لـــنـــا إلا
مــــا أعــلــن عــبــد الــجـبـار
عــــبـــد الــجــبــار يــمـثـلـنـا
هـــــذا الــصـنـدوق الــثـرثـار
هــــو فـالـقـنـا هـــو نـاطـقـنا
هـــــو بــائـعـنـا والــسـمـسـار
هــــو قــائـدنـا هـــو سـيـدنـا
والـــســـيــد رب الـــديـــنــار
هـــــو أولـــنــا هــــو آخــرنــا
والـــثــور زعـــيــم الأبـــقــار
هـــو مـــن أشـعـلـنا ثــم بــدا
مـنـطـفـئاً حــتــى إشــعـار...
هـــو رب الــسـرداب الأدنــى
ولـــــه فــيـنـوسُ وعــشـتـار
ولـــــــه أنـــفـــاقٌ مــظــلـمـةٌ
فــيــهـا يــسـتـمـع الـجـيـتـار
ولـــــــه أنــــيـــابٌ نــاعــمــةٌ
ولــــــه أســـنـــان الــمـنـشـار
ولــــــه أحــــــزابٌ داجـــنـــةٌ
ولـــــــه عــفــريــتٌ طـــيـــار
ولــــــه شـــركـــاتٌ عـــابـــرة
ولـــــه صـــنــدوق الإعـــمــار
ولــــه فــضــلٌ أن يـحـشـدنـا
حــطــبًـا لــرصاص الــكـفـار
وبــتـوجـيـهٍ مـــــن مــكـتـبـه
يــتـحـول مــجــرى الاقـــدار
وغــدًا سـيـفض لـنـا الـبشرى
ويـــبــشــر كــــــل الأبـــكـــار
ويــجـفـف عــنـقـود الــرؤيــا
ويــرمــم فــوضــى الأزهـــار
وسـيـلـقي مـــن يـــده قـمـرا
يــتــلـو أشـــعــار الـمـحـضـار
وســيــبـعـث مـــنـــا آلافًــــــا
تـهـتف "لابــن الـيـمن الـبـار"
******
عمار الزريقي
***********************
***********************