تصليح الساعات هاني الهندي
في مخيم المحطة
استيقظ أبو جبر من نومه صباحا مذعورا، تأخر عن دوامه في شركة البيبسي القريبة من مخيم المحطة، "راحت عليه، نومه"، قالت له أم جبر: سامحك الله، قلت لك أن ساعة المنبه لا ترن، خذها إلى نعنع لإصلاحها.
ـ عمرها ما خذلتني
ـ ولكنها قديمة
ـ أفضل من الساعات الحديثة.
كان أبو جبر في كل يتفقد الساعة قبل النوم، يقوم بتعبئتها يدويا من خلال وجود فتحتان في الخاف؛ الأول لتشغيل الساعة والثاني لتشغيل الجرس، يقول أنه ورثها عن أبيه، شكلها دائري مثبت فوق محيطها من الأعلى طاسات نحاسية بينهما قضيب حديدي رفيع يطرقهما محدثا صوتا كافيا لإيقاظه من عز النوم.
عندما وصل إلى محل نعنع لتصليح الساعات تحت سينما الأهلي، وجده يجلس خلف طاولة صغيرة تزدحم بالأدوات اللازمة لتنظيف وفك واستبدال بعض أجزاء الساعات، مثبتا على أحد عينيه مكبر العين ليساعده في التركيز على الجزء التالف، بيده ساعة مفتوحة يتفحصها بأدواته كطبيب جراح. سلم عليه فرد التحية دون أن يرفع رأسه عن الساعة ودعاه للجلوس فجلس.
أنهى نعنع عمله في الساعة واعتذر لابي جبر مبينا له أنه أثناء عملية التصليح لا يستطيع رفع رأسه عن الساعة لأن أجهزتها دقيقة جدا، والعمل فيها يحتاج إلى دقة وقوة الملاحظة والصبر.
شرح أبو جبر مشكلة الساعة وسلمها له على أمل أن يستعيدها رنانة في اليوم التالي.
ابتسم أبو جبر عندما دخل بيته، فقالت زوجته: " راجع مبسوط"
ـ أشعرني وهو يتحدث معي أنه طبيب يقوم بإجراء عملية جراحية.
ـ ربما لأنه الوحيد في المنطقة.
ـ لا، هناك أكثر من محل، فيها محل أبي عدنان بجانب صيدلية العودة، ومحل عطيّة على جسر المحطة الذي اشتراه فيما بعد أبو خالد الحديدي
ـ وماذا بشأن الساعة؟
ـ بين يديه عدة ساعات يدوية، ويقول أن تصليح الساعة الواحدة قد يستغرق يوما كاملا، لكنه وعدني أن ينهي تصليح ساعتنا يوم غد لأننا بحاجتها.
جلس أبو جبر وهو يقول: تك .. تك .. تك.
ـ ما بك يا أبا جبر؟
أفكر أن أتعلم تصليح الساعات، أفضل لي من العمل عاملا في شركة البيبسي.
ضحكت أم جبر حتى انقلبت على ظهرها.
في مخيم المحطة
استيقظ أبو جبر من نومه صباحا مذعورا، تأخر عن دوامه في شركة البيبسي القريبة من مخيم المحطة، "راحت عليه، نومه"، قالت له أم جبر: سامحك الله، قلت لك أن ساعة المنبه لا ترن، خذها إلى نعنع لإصلاحها.
ـ عمرها ما خذلتني
ـ ولكنها قديمة
ـ أفضل من الساعات الحديثة.
كان أبو جبر في كل يتفقد الساعة قبل النوم، يقوم بتعبئتها يدويا من خلال وجود فتحتان في الخاف؛ الأول لتشغيل الساعة والثاني لتشغيل الجرس، يقول أنه ورثها عن أبيه، شكلها دائري مثبت فوق محيطها من الأعلى طاسات نحاسية بينهما قضيب حديدي رفيع يطرقهما محدثا صوتا كافيا لإيقاظه من عز النوم.
عندما وصل إلى محل نعنع لتصليح الساعات تحت سينما الأهلي، وجده يجلس خلف طاولة صغيرة تزدحم بالأدوات اللازمة لتنظيف وفك واستبدال بعض أجزاء الساعات، مثبتا على أحد عينيه مكبر العين ليساعده في التركيز على الجزء التالف، بيده ساعة مفتوحة يتفحصها بأدواته كطبيب جراح. سلم عليه فرد التحية دون أن يرفع رأسه عن الساعة ودعاه للجلوس فجلس.
أنهى نعنع عمله في الساعة واعتذر لابي جبر مبينا له أنه أثناء عملية التصليح لا يستطيع رفع رأسه عن الساعة لأن أجهزتها دقيقة جدا، والعمل فيها يحتاج إلى دقة وقوة الملاحظة والصبر.
شرح أبو جبر مشكلة الساعة وسلمها له على أمل أن يستعيدها رنانة في اليوم التالي.
ابتسم أبو جبر عندما دخل بيته، فقالت زوجته: " راجع مبسوط"
ـ أشعرني وهو يتحدث معي أنه طبيب يقوم بإجراء عملية جراحية.
ـ ربما لأنه الوحيد في المنطقة.
ـ لا، هناك أكثر من محل، فيها محل أبي عدنان بجانب صيدلية العودة، ومحل عطيّة على جسر المحطة الذي اشتراه فيما بعد أبو خالد الحديدي
ـ وماذا بشأن الساعة؟
ـ بين يديه عدة ساعات يدوية، ويقول أن تصليح الساعة الواحدة قد يستغرق يوما كاملا، لكنه وعدني أن ينهي تصليح ساعتنا يوم غد لأننا بحاجتها.
جلس أبو جبر وهو يقول: تك .. تك .. تك.
ـ ما بك يا أبا جبر؟
أفكر أن أتعلم تصليح الساعات، أفضل لي من العمل عاملا في شركة البيبسي.
ضحكت أم جبر حتى انقلبت على ظهرها.
***********************
***********************