احذروا ثورات النساء
=======العقيد بن دحو======
مدخل
-----
الحقيقة حين أجاب (أوديب ملكا ) عن لغز أثينا او احجية (أبي الهول / السفانكس / الموننيتور ) صاحب السؤال الأسطوري او الخرافي :
" ما الكائن الحي الذي يمشي في أول النهار على أربع , وفي وسط النهار على اثنين , وفي اخر النهار النهار على ثلاث " !؟
- كانت الإجابة : الإنسان.
سمياها العالم النفساني بعد المئات من السنين وفسرها تفسيرا نفسانيا : ( بعقدة أوديب) او عقد الرجل !
العجيب والغريب قامت نفس الدراسات والبحث حول مأساة ( إلكترا) وبعد المئات من السني!ن فسرها العالم النفساني السويدي ( سيغموند فريويد) بعفدة إليكترا او عقدة (أنثى) !.
لم يكن يهمنا الأساطير الاغريقية فقط من حيث انها شبيهة بالتاريخ ضرورية لبناء حضارة من الحضارات بشفيها المادي والمعنوي , لكن الذي يهمنا حقا المرأة بكل تجلياتها البشرية النفسية الاجتماعية الثقافية الاقتصادية السياسية.
لم تكن صدفة ان صرخ يوما الفيلسوف ( نيتشه) صرخة عصماء : " فتش عن المرأة " !؟
يعود التفتيش عن المرأة الى العهد الاغريقي منذ القرن الخامس قبل المرأة , يوم احتجت المرأة الاغريقية وسئمت من الحروب ومن حكم الطبقة الدينية والاوروستقراطية واستخواذها عن الحكم. ومن اجل ايقاف الحرب بين الدويلات الاغريقية التي اضعفت الدولة الأم اليونانية , لجأن النسوة الى حيلة اجتماعية , وهي التوقف عن معاشرة ازواجهن بالمضاجع. سمّاها حين ذاك البحث الامريكي ( سيلديز ) بالإصراب الجنسي .
وفعلا نجحن النسوة الأثينية في وقف الحرب وتخلي العجائز من كبار الجيش عن السلطة للشباب وللأقدر كفاءة !.
العجيب والغريب كان ان جسّد الحالة والحادثة هذه الشاعر الدرامي ( ارستوفان) في ملهاة او كوميديا ( ليستراتا).
ليستراتا أمر’ أثينية ظلت تحرض و تحث النساء عن التوقف عن النوم مع ازواجهن وعدم مضاجعتهم حتى تتوقف الحرب , وتسليم السلطة للشباب.
الغريب والعجيب ايضا كانت ان مثلت المسرحية بفرنسا في عصرنا الحالي تحت مسميات عدة ولا سيما اسم ( الإضراب الجنسي) / Grève du sexe .
أتخذ الإضراب الجنسي كنوع من انواع التحرر والتحجج والنضال , وكنوع من انواع السلاح السياسي التي قد تلجأ اليه المرأة , للحط من هيمنة وكبرياء الرجولة الذكورة الفحولة.
الغريب والعجيب أن نساء كينياء ونساء جنوب افريقيا اتخذن هذا النوع من الاضراب كنهج وسلوك حضاري واتخذنه النسوة للحد من الظلم والسيطرة , وكنوع من انواع الثورات الاجتماعية.
وكون المرأة صارت هي المجتمع , فالعديد من الدراسات وسبر الأراء تشتر أن السياسة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمرأة وتتناسب عكسيا مع الاقتصاد أي / f=1/Ec أي كلما كان الإقتصاد مزدهرا ,ومردوذ الأسرة جيد تكون العملية الانتخابية جيدة.
فمعظم الناس ولا سيما المرأة تنتخب عندما يكون لها شيئ ( ....) ما تخشى فقدانه.
اما الأن فليس لها ما تخسر , وليس لها ما تكسب بعد ان ترى بأم عيناها لم تعد سيدة مطبخها , وان الثلاجة فارغة من لمجة ابنائها الذين يغذون خماصا ويعودون خماصا من البيت الى المدرسة والعكس صحيحا.
وحتى نساء الطبقة الحاكمة من الرجال غير مباليات ولا يكنرثن بما يحدث حولهن , فهن شأنهن , شأن ملكة فرنسا ( ماري انطوانيت) , تشعر بأن الخبز مرحلة من مراحل العيش تعدتها الساكنة و أن الساكنة تفكر بالبسكويت.
يقفن اليوم نسوة الأوليغارشية حائرات , من امر ما يحدث حولهن , كيف لهؤلاء يبلغ بهم الشأن ليطالبن بمناقستهن بالارث المريض.
يرون الثروة القومية والوطنية مجالا حيويا وحقا تاريخيا لهن و لأزواجهن , لذا تجدهم لا يشعرن إلا بعد ان يأتي الفأس بالرأس , ويدركن المأساة كانت بحكم التخريب والفساد التي شاركت فيه ازواجهن ولم يضربن ولم يحتججن ولم يناضلن.
احذروا ثورة النساء , فإنها الثورة التي اطاحت في مجرى الزمن وفي مجرى التاريخ بأعتى الأنظمة وبأكبر القادة ان هي قامت وعبر العالم.
***********************
***********************
