جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
نقدAkid Bendahou

(ميلوس حبيبتي) المسرحية التي أبكت شعبا بأكمله


(ميلوس حبيبتي) المسرحية التي أبكت شعبا بأكمله

==============العقيد بن دحو===============
لم يبكي الشعب اليوناني العظيم قط في مجرى حياته , وفي مجرى ما قبل تاريخيه - حتى لا اقول في مجرى التاريخ - , وفي مجرى الزمن. بقدر ما أبكته البكاء المر الأشد فجيعة والأعظم مأساة التراجيية ( ميلوس حبيبتي) محاكاة لأفعال نبيلة , يوم جسّدها الشاعر الدرامي المرهف الحس والمشاعر (يوربيدس / Euripides ).
وهي تحاكي يوم غزوة الفرس / ايران حاليا لمدينتهم , وسمتهم الإغريق يوم ذاك ( بالبسيستراس ) أي البرابرة. لنزلوا بمدينتهم الحبيبة المفجوعة ايلاما وذبحا وتقتيلا ودمارا بالبشر والحجر والشجر.
كان يوم جسدها الشاعر الدرامي العظيم مأساة على المسرح الأثيني , وشاهدت الجماهير حجم المأساة لم تتمالك عواطفها وضجّت بالبكاء , حتى قيل كان يسمع نواح وبكاء الجماهير من مسافات بعيدة.
تدخلت الحكومة اليونانية بالعرض الفني واوقفت المسرحية التراجيدية العظيمة. كما نوفي الشاعر الدرامي (يوربيدس) الجميل الى ايطاليا.
لقد قال في حقه صديقه الفيلسوف ( سقراط) , والذي كان من جهته يكره المسرح : " أنا مستعد لأسافر ايطاليا لأشاهد مسرحية ( ميلوس حبيبتي ) .
لم تتدخل الحكومة اليونانية لإيقاف العرض المسرحي , بل فرضت على الجماهير ضريبة مالية قدرها 100دراخما.
لقد قال في حقها النقاد , ان المسرحية لا يطويها زمان ولا مكان , رغم انها من المسرحيات المفقودة حتى الآن. ولقد قالوا في مبدعها انه : (بيرون ) و (شيلي) و ( هوجو) مجتمعين.
فهو الوسيط بين سوفوكليس واسخيلوس , فإذا كان الأول يجنح الى المثالية يجنح الو الواقعية والى علم النفس السلوكي والتحليل النفسي.
لقد قال يوربيدس في فلسلفة مسرحيته : على الانسان القضاء عليه.أن يسعى الى الموت الذي يدركه , كما شكك في وجود الألهة وقواهم الغيبية التي لا ترد , وله الفضل بأن جعل المرأة تقف على الركح المسرحي او هو من كان السبب في وجود المرأة الممثلة بعد ان حرمت منه سنينا طوال.
كما انزل الابطال واشباه الألهة والألهة بالمرة الى مرتبة البشر , يسقط عليهم ما يسقط على عامة البشر , ولا احد منهم منزها او معصوما من الخطأ.
اذ الخطأ اصيل بالذات البشرية , يمكن التفليل منه لكن لا يمكن تافضاء عليه.
كان يوربيدس أول من جعل الحب موضوعا من موضوعاته , كما كان نصيرا للمرأة والدفاع عنها من اجل حريتها , اذ لا حرية لأعداء الحرية , والحب وطن الحلول.
لقد قال في حقه الشاعر الألماني المعاصر ( جوت) , ان العالم الحديث غير محظوظ كونه لم ولن يشاهد ( ميلوس حبيبتي) , ويستفيد من تطهير وتكفير دموعه , وهو يبكي ما اقترفه الإنسان في حق الانسان في مجرى التاريخ , ن حروب وبؤس وحرمان وهجران , لكن من جهة أخرى حالفه الحظ وهو يتعرف عن اعظم شاعر مرهف الحس عرقته الخليقة منذ نشأتها الى اليوم على وجه هذه البسيطة.
بينما لا يخفى على النقاد ان غريمه بالملهاة والكوميديا ( ارستوفان) بملهاة الضقادع كان يتهكم ويسخر به .
ان هذه المسرحية المفقودة والتي ظل العالم يبحث عنها وحتى الأن , الغائب الأكبر , يتمثلها كل انسان مبدع مفكر , ويعيد دبلجتها وتصورها وتخيلها , حسب كل عصر , واخراجها عسب كل مذهب ومدرسة وبيان فني يليق بالنمو والتطور الحضاري للشعوب.
ما احوج البشرية اليوم الى ( ميلوس حبيبتي) , ليس تكفيرا وتطهيرا , انما تفكيرا وتغييرا



***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *