نظرية
العوالم المتداخلة
احيانا
لا تكغي نظريات الإخنصاص لتفسير وتحليل ولفهم الحالة او الظاهرة (....) , ومالم
تأتيه ويستعين بنظريات مذاهب وامذارس وبيانات أخرى.
بمعنى احيانا لا يمكن ان يكون في مقدورنا ان نفهم ونعلم فكرة سياسية
او ثقافية او اجتماعية او اقتصادية ما لم تتداعى وتتراسل خواطر هذه القيم بالوعي
واللاوعي.
ولأن التطور الثقافي والحضاري ضرب بالحدود بين ما هو أدبي وما هو علمي
, وصار الجميع
يخضع للتجريب والتجريد , وصارت المقاربة بالكفاءات هي الفيصل وميزان الطرس.
وحتى نفهم نظرية العوالم المتداخلة , يكون هذا العالم الذي نعيشه ما
هو إلا عالم داخل عالم جبار واكبر منه. بل هذا العالم ما هو الا عبارة قطرة دم
برغوث في قطرة دم برغوث جبار.
بل , هذا العالم ما هو الا صورة هندي فقير يحمل قنينة عليها لصيقة
بالأخير ما هي الا صورة لذاك الي الفقير.
اردت ان اقول بأن نظرية العوالم المتداخلة التي جاء بها الأدب الحديث
والرواية الحديثة , صار اليوم نظهريا معاشا ومتجليا بحياتنا اليومية , فكل ما تراه
امامك من حجر وشجر وحجر ومن مظاهر ما هي إلا مظاهر صورية طبقا لصورة الأصلية واضخم
منها.
بمعنى لم يعد في مقدورنا ان نميز بين الصورة الأصلية للشيئ (....)
والنسخة الأصلية له , بل بالغالب ان يكون ( الشيئ) داخل ( الشيئ)....داخل ( الشيئ).
تشابهت علينا الأحداث والحالات وصرنا نعيش التعدد و كأن اصاب العين
حاسة البصر حللا ما , لا تعيش انعكاسات انما انكسارات عدة.
لم نعد نفهم ما يحدث حولنا بالحالة الواحدة سرعان ما تتوالد وتصبح
حالات , واذ الانسان عالم صغير , واذ ( الأنا ) هو ( الأخر) لكان هذا ارحم , وانما
صار اخر...واخر...واخر...
والعالم المحيط بنا ما نوشك ان نلقي عليه القبض في لحظة معينة حتى
تتشابع علينا المناظر و كأننا نعيش حياة واحدة داخل بطاقة بريد , في حين المدينة
او الحي نغير العشرات من المرات , وظلت الصورة الشمسية ( الكارطبوسطالية) تحافظ
على اللحظة التي ألتقطت فيها الصورة أول مرة.
نظرية العوالم المتداخلة , ان تعيش عالمك المصغر داخل عالم اخر جبار.
وبالتالي يبقى التفهم صعب , وكأننا نعيش تلافيف متاهة جزيرة ( كريت)
الاغريقية , وما تكاد تصل الى نهاية النفق , حتى تدخل من جديد في تلافيف متاهة
أخرى , وحتى ان فرضا اسلمت (أريانا) خيطها السري السحري للخروج من هذه المتاهة ,
وجدت نفسك بنفس المتاهة من جديد.
نظرية العوالم المتداخلة ان تعيش عالمك السياسي الثقافي الاقتصادي
الاجتماعي , ولا تفهم منه إلا المظهر , وما تكاد تتوغل بالعمق حتى تجد نفسك في
عالم داخل عالم اخر واضخم منه....سميها كما شئت العلبة السوداء....العلبة الهدية
داخل علبة داخل علبة داخل علبة لا تنتهي بأي شيئ , ومن حيث كل شيئ لا شيئ ,
الرمزية التي قامت عليها التيار الرمزي , يوم حطت الحرب العالمية الثانية اوزارها
, واستيقظ العالم على عالم من دمار وهشيم , فصنع وابدع مجموعة من الفنانين تمثالا
لحذتء ضخم صنع بمختلف البقايا والخردة والنفايات , كناية عن أفة الحرب والدمار
الحارق التي تقضي ليست على الحياة فحسب وانما الأسباب التي تخلق الحياة.
***********************
***********************