غدا عيد
المعلم
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ *** بِما مَضى أَم بِأَمرٍ
فيكَ تَجديد
هذا البيت الشعري للشاعر أبي الطيب المتنبي منذ ألف سنة ونيّف ,
وترى اليوم هذا البيت يعيد نفسه , كلما عادت الذكرى للإحتفاء بكاد المعلم ان يكون
رسولا, والحال ليس الحال والمآل ليس المآل
أيها المعلم الطيب والعامل بحقل التربية والتعليم والتعلم صار
لك يوما من أيام الجزائر ومن سنة بأكملها 356 الكابسة منها وغيرها.
العديد أيها الطيب يا من أنشدك وتغنى
بك أبا الطيب المتنبي , وبأحمد شوقي امير الشعراء ومع هذا أبناء جلدتك من
السياسيين ومن ينوون الترشح لرئاسة الجمهورية لم يجوبون سيرتك ولم ينبشون بإبنة
شفه.
ذاك أن لم يعرفوا بأنك كنت السبب في
اخراجهم من الجهل والأمية الى النور والعلم.
أيها السيد النبراس والقبس والشعلة
التي ظلت متقدة رغم الداء والأعداء , وأنت لا تزال ذاك الجندي المجهول الذي تحامل
على نفسه وكان دائما الجندي المثابر الواقف على الثخوم والعين الساهرة على ابنائه .
اليوم صار لك يوم وليته كان يوما قي
مستواك , صحيح يؤرخ لك كابرا عن كابر.
وأكيد سوف لن يتوجكم رئيس دولة ولا
رئيس حكومة ولا وزير ولا واليا ولا مديرا تنفيذيا ولا حتى مدير مؤسسى تربوية بسيطة
, ويكرمك ويتوجك ويسدي عليك بالأوسمة المستحقة.
ولا يتخذوا شعارا خاصا اليك بهذا
اليوم المشهود , ولا من يقرأ رسالة خاصة كتبت خصيصا اليك.
أيها المعلم الكائن البشري الذي لا
تزال منذ الأمد تعمل على تكوين نفسك وتكوين محيطك , الخشية دائما انهم يكرمون
الموتى كعادتهم الأولين , بينما انت الذي تحترق وتسقط منكم الذرر لتنير درب
نلاميذنك وطلابك , لقد اثرت على نفسك ان تظل بالظل وان لا تكون بالمشهد الذين
يتسابق عليه الأخرين.
أكيد ايها المعلم الطيب سيمر يوم غد
الموافق ل 05 اكتوبر من كل سنة كباقي الأيام , وسوف لن ولم تتوج بالأوسمة المستحقة
ولا بالجوائز التي اثقلت صدور واكتاف ورقاب الأقل منك شأنا وجودة وكفاءة.
لكن السماء انصقتك ويكفي أن خير معلم
للبشرية جمعاء رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم خير البرية , ولم يورث درهما
ولا مالا , ومآثره لا تزال خالدة سنة مؤكدة للناس اجمعين وللعالمين وللثقلين.
كم انت محظوظا وانت توصف بما ووصف به
الرسول الأكرم , وفي نفي الوقت كم انت تعيسا اليوم وانت ترى المناصب والمكاسب
والغنائم , تسابق عليها الأقل منك شرفا ونبلا وتكريما , وتخلوا عن الوطن الذي من
أجله لا تساوي شيئا كل ماهو على هذه البسيطة من بشر وحجر وشجر.
" ولد تعلمه
اليوم رجل تنقذه غدا " هكذا تقول الحكمة التربوية , ويكفيك فخرا أنك انقذت
العديد من الأجيال من كانوا في حاجة اليك أيها المعلم , وانقذت ما يمكن انقاذه ,
واخرجتهم من ظلمات ودياجير الظلمات الى نور ملكوت السماوات والأرض.
هنيئا لك أيها المعلم الجليل في هذا
اليوم الجليل , وانت لا تزال كما هو أنت كالجوهر , كالنجاح لا يؤثر فيك مؤثر ولا
احوال , لاتزال شامخا ولو كانت بك خصاصة ولو تأخر صبّ الراتب , ولو وصل التضخم
اقصاه , ولو لا تزال راجلا كالطائر الحر الأصيل تغدو بطانا وتعود بطانا , بينما الأخرون
راكبين الفارهات والفخامة الزائفة , وانت تنام بملء حفونك , ويشقى الخلق جراها
ويختصم.
هنيئا لك أيها الشامخ الطود والحصن
الحصين مكرما دوما , متوجا دوما , وياجبل ما يهزك ريح.
غدا سيمر يوم المعلم الموافق ليوم 05
اكتوبر , ولكن اقوامنا سكارى وما هم بسكارى بجمع المكاسب والمناصب والمغانم خلف
وأمام الجبل !.
***********************
***********************