" الخيل
تعرف ركّابها ماهوش اللي جابها
"
=======================
(الخيل
تعرف ركّابها ماهوش اللي جابها) !.هذا مضرب مثل من ساكنة أهالي وادي الساورة جنوب
ولاية بشار. والقصة تقول أن بدويا كان محبا للأحصنة ولكنه ليس فارسا ولا يعرف كيف
يركبها , قأشترى جوادا عربيا أصيلا من عند هاويا وفارسا , ومن ساعة ما اشتراه
والحصان جامحا به ولا يهدأ له بال ولا يجعله يمتطي صهوته لإلا ورماه ارضا , فأشتكى
هذا البدوي حالته الى صديق كان يهوى بدوره الأحصنة , فأمسك بالحصان مهلة وحذق في
وجهه قليللا , فتعرفا على بعضهما بعضا , ثم انتطى هذا المحب الحصان وجاب به شوطان
لا بأس به وأعاده الى البدوي قائلا له : " خذ حصانك الخيل تعرف ركّابها ماهوش
اللي جابها " !؟.
هذا المثل لكل مكان وزمان ولكل عصر , فالناس تشتكي وتلوم البشر والحجر
والشجر , والذنب كل الذنب , والخطيئة كل الخطيئة بالشخص المشتكي المتألم.
هو يدرك بأن المنصب الفلاني ليس أهلا له , ومع هذا تراه يسعى اليه
بمختلف الطرق وبمختلف السبل الشرعية وغير الشرعية , بواسطة وغير واسطة , سواء كان
مؤهلا له او غير مؤهل , حتى اذا وقع الفأس بالرأس يلوم الأخرين , ويبرأ نفسه من أي
كفاءة.
اليوم كم من أحضنة اصيلة سليلة الجواد العربي الأصيل , وكم من فارس
مغوار بالجزائر , لكن كم احصنة هجينة وبربرية لا تصلح للسباق ولا للسلم ولا للحرب
, بل شبيهة بالبغل , بل شبيهة بالكلب ان تحمل عليها تلهث او تدعها تلهث !.
بالمقابل كم من رجل يتشبه بالفرسان من لباس وحصان اصيل ورفعة وهمة
وكبرياء وأنفة زائفة كاذبة , سرعان ما ينكشف زيفها وغيّها مع أول شوط قبس , عندما
يتقدم الحصان الى الوراء , ورغم قدرته على السبّاق وتحمل الصعاب والمسافات الطويلة
إلا انه عنوة حلّ بصاحبه المرتبة الأخيرة.
هي نقس المؤسسة بالجزائر , ونفس المرفق العام لو جاء بأيدي مسير نزيه
كفئ ومخلص وصاحب حكامة راشدة لحصص المراتب الأولى . ولكن لأن التعيينات والتدخلات
والضغوطات افسدت النزاهة والاخلاص وحطمت الكفاءة افرزت لنا المرحلة رجال (كومبارس)
بأحصنة اصيلة , شعب عظيم ومرفق عام جميل خسرته الجزائر , وخسرت سباقه ورهانه
بتعيين رجال ادعوا الفروسية وهم عنها بعيدون كل البعد.
ما اروعه من مثل شعبي , عندما تجد حصان اصيل ومرفق عام جميل بأيدي
أناس اشتروه من السوق (....) كما صار يشترى ويباع الحصلن الأصيل والجواد الأصيل
بسوق النخاسة.
لم يترك الأوائل للأواخر ما يقولون , قولا معقودا على فعل , والبقية
صمت كما يقول هاملت بنهاية المسرحية.
***********************
***********************