حلقة ١
حكايتي مع ضابط أمن الدولة
أحمد قرني محمد
كنت فى الصف الثانى الثانوى وقد قررنا فى نادى الأدب بسنورس أن نصدر مجلة أدبية وأصبحت رئيسا لتحريرها وبالفعل جمعنا المادة الأدبية قصة لأحمد طوسون وقصيدة لى ولأسامة الزينى ومقالتين ومواد أخرى وقدمنا المادة إلى المطبعة وإذ بصاحب المطبعة بعد أن أخذ الفلوس يطلب منى تصريح من أمن الدولة وكنت ساذجا وقتها ومتحمسا وذهبت إلى مقر أمن الدولة برغم تحذير الأصدقاء لى لكننى قلت أنا رئيس تحرير ويجب أن أكون شجاعا وذهبت إلى المقر بالفيوم وكان فى منشأة لطف الله وحين سألنى الواقف على الباب عن سبب حضورى قال لى الرجل وما فيش حد أكبر منك يحضر المقابلة قلت له أنا رئيس التحرير جعلنى أنتظر قليلا ودلف هو إلى الداخل وبعد حوالى ربع ساعة حضر وأدخلنى إلى غرفة أخرى وطالبنى بالانتظار جلست بعض الوقت حتى اصطحبنى شخص آخر لمقابلة ضابط أمن الدولة وكنت ساعتها قد قرأت عبد الرحمن منيف فى شرق المتوسط فتراجعت قليلا ..وحين فتح الباب رأيت ضابطا مبتسما يجلس خلف مكتبه وهو يقول تفضل جلست أمامه وسألنى تشرب إيه شكرته وأصر فصمت طلب لى شايا ثم سألني عما أريده فذكرت بكل سذاجة أننى أريد تصريحا منه بطبع المجلة ...ضحك وقال لى ومن طلب منك ذلك قلت صاحب المطبعة أتى رجل يحمل الشاى ووضع الكوب أمامى ..تابع قلقلى وسألنى عن المدرسة قلت له ثانيه ثانوى ابتسم وقال هو فيه رئيس تحرير فى تانية ثانوى شعرت بالإهانة فقلت له أنا شاعر ..نظر لى وقال هذه أول مرة يحدث معى موقف كهذا وأمسك بالهاتف ودار حاور بينه وبين آخر عن مطلبي صمت وانهى المكالمة نظر ناحيتى وقال برغم عدم اقتناعى لكن سأساعدك فرحت وقلت هل ستعطينى التصريح ضحك بصوت عال وقال سأساعدك لا تقلق وطلب منى أن أمر عليه بعد أسبوع وأعطانى ورقةوقال عندما تحضر أعطها فى الخارج سيدخلونك مكتبي انصرفت وحين حكيت للأستاذ محسن مدير بيت الثقافة ما جرى قال وهو غير مصدق " رحت أمن الدولة لوحدك وسابوك تروح" فعرفت أننى فى نعمة وطلب منى ألا أذهب إلى هناك ثم صمت قليلا وقال اوعى تكون جبت سيرتى هناك... انصرفت بعد أن أخذ على مواثيق وعهود ألا أذهب وفى داهية فلوس المجلة اللى خدتها المطبعة....لكننى خالفت عهودى وذهبت بقدمى إلى هناك وقابلته وكان فى انتظارى ...وحدث ما لم أتوقعه....
***********************
***********************