جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
أدبشعرمحمود كعوش

كُنْ كما يجبُ أنْ تكونْ، كُن انتَ لا غيركْ

 

كُنْ كما يجبُ أنْ تكونْ، كُن انتَ لا غيركْ

كُنْ كما يجبُ أنْ تكونْ، كُن انتَ لا غيركْ

 


بقلم: محمود كعوش

 

كُنْ كما يجبُ أنْ تكونْ!!

 

كُنْ انتَ لا غيركْ!!

 

فلا تتأملْ أو تُحدقْ في الوجوهِ الكالحة

 

وإياكَ إياكَ أنْ تركنْ للقلوبِ الحاقدة

 

أو تسعى للورودِ والزهورِ الذابلة

 

وَحَذارِ حَذارِ أنْ تُوَلِّي وجْهَكَ شَطْرَ اليسار

 

فتصابُ بالحزنِ والكآبةِ والدوار

 

ومن يدري فقد تصلُ حَدَّ الانكسار

 

وتشعرُ باليأسِ والقنوطِ والانهيار

 

وَوَلِّهِ شَطْرَ اليمينِ لترى وجوهاً سَمْحاءَ مُشْرِقَة

 

وقلوباً بيضاءَ طاهرة

 

تبتسمُ لك وترحب بك بأفواهٍ فاغِرَه

 

فمَنْ أُوتِيَ كِتابه بيمِينِهِ هُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ

 

ومَنْ أوتِيَ كِتابه بيساره تمنى لو كانتْ القاضية

 

ولأنكَ عرفتَّ أنْ في الدُنيا أجناساً متنوعة

 

وألواناً وصنوفاً مختلفة ومتباينة

 

وأحياناً كثيرةً غريبةً وغيرَ أليفة

 

حاولْ أن تتذوقَ كُلَ شُعورٍ يصادفك

 

حلواً كانَ أمْ مُراً أو حتى علقماً

 

حاولْ وحاولْ

 

جربْ وجربْ

 

حاولْ ولا تتردد

 

جرب ولا تندم

 

كي تحيا الآمالُ ولا تتبدد

 

حاولْ وحاولْ

 

جربْ وجربْ

 

كي تدركَ في قابلِ الأيامِ

 

ماهيةَ وشكلَ هذا اللون

 

ومعنى وطعمَ ذاكَ المَذاق

 

تَحَمَلْ وخزَ الأشواكِ التي قد تدوسَها في يومٍ مِنَ الأيام

 

واصْبِرْ على الآلامِ والأوجاعِ مهما كَبُرَت وتعاظَمَت

 

فلربما يكونُ فيها بلاءٌ لكَ مِنْ رَبِ العالمين

 

ولا تبتئِسْ أو تيأس

 

وإياكَ إياكَ أنْ تقنطَ مِنْ رحمةِ الله تعالى

 

فكلما أحبَّ اللهُ عبداً ابتلاه

 

ولا يُشْكرُ على مكروهٍ سِواه

 

ولا تحزنْ كثيراً أو قليلاً

 

فمِنا مَنْ قضى نِصْفَ عُمْرِهِ حُزناً ويأسا

 

لسببٍ ما كانَ منطقياً أو لا منطقياً

 

موضوعياً أو لا موضوعياَ

 

مُبرراً أو غيرَ مبرر

 

كَفُراقِ حبيبٍ أو عزيز

 

وضياعِ حُلْمٍ أو وهم

 

وهو الآنَ لا شيء

 

لا شيء البته

 

ويستكينُ في غرفةٍ كئيبة

 

لا يرضى ولا يقنعُ بشيء

 

تُرى هَلْ نتذكره

 

أو نَذْكُرَهُ بمناسبةٍ أو بدونِ مناسبة؟

 

هَلْ نعرف عنه شيئاً؟

 

لا !!

 

هل استفاد من كل ذلك!؟

 

وهل حصد من استكانته شيئاً!؟

 

بالتأكيد لا ولا

 

وألف لا

 

ما أجملَ أنْ يكونَ الإنسانُ كالشمسِ مُضيئاً بينَ الناس

 

يلتَمِسُ الآخرونَ منه الضوءَ والدفءَ والحنان

 

ويتذكرونَهُ إنْ غابَّ ولا يذكرونه إلا بالخير

 

يشتاقونَ لِقدومِهِ وينعمونَ بحضورِهِ وحلاوةِ لِسانِهِ وأدَبِه

 

ويتوقونَ لِدفءِ وجودِهِ وحنانِهِ ويطمئنونَ إليه

 

وما أجملَ أنْ يكونَ الإنسانُ زهرة

 

يسعى الناسُ إليها ليتزينوا بها

 

ويتطيبوا بِعطرِها

 

ويتمتعوا باحتضانِها

 

وما أجملَ أنْ يكونَ الإنسانُ كِتاباً مَفتوحاً

 

يتمنى كُلُ قارئٍ مُصادقتَهُ والجُلوسَ إليه

 

كي يغرفَ مِنْ كلماتِهِ وحروفِهِ الجميلةِ والكثيرة

 

ويغنمَ مِنْ حديثِهِ العِبَرَ والدروسَ المفيدةَ والوفيرة

 

الحياةُ مليئةٌ بالحُفَرِ فانتبهْ وحاذرْ أنْ تقعَ في شَرِ واحدةٍ منها

 

هي مليئةٌ بالمكائدِ والمصائدِ والفخاخ

 

فانتبهْ وحاذرْ أنْ تقَعَ في شِرْكِ أحدِها

 

وهي مليئةٌ بالحجارةِ فانتبهْ وحاذرْ أنْ تتعثرَ بواحدٍ مِنْها

 

ولا تنسى أنْ تَجْمَعَها فوقَ بَعْضِها لتَصْنَعَ مِنها سُلّماً للنجاح

 

تتسلقَهُ وتصعدُ بواسطتِهِ إلى المَجْدِ والخُلود

 

كُنْ كَما يجبُ أنْ تكونْ

 

كُنْ انتَ لا غيركْ!!

 

هنيئاً لك بنفسِكَ...وهنيئاً للآخرين بك!!

 

كُنْ كما يجبُ أنْ تكونْ

 

كُنْ أنتَ لا غيركْ!!

 

محمود كعوش


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *