جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءحامد حبيب

الثقافة والحضارة

 

الثقافة والحضارة

حامد حبيب


قال الكاتب الجنوب أفريقى (وليام فولكنر):"أن حاضرنا هو نتيجة ماضينا".. وبالتالي فالحاضر مقدمة للمستقبل.

_وماضى ثقافتنا العربية بدأ منذ حوالى أربعة آلاف

سنة،منذ أن رفع إبراهيم القواعد من البيت واسماعيل،ومنذ تزوَّج اسماعيل من قبيلة جرهم القحطانية وتكلّم العربية،حيث أصبح للعرب بيتُ

عبادةٍ يُحَج إليه،فاستوجب ذلك احترام الأمم الأخرى،وبلُغتهم أنشدوا أجمل القصائد،ونطقوا بأبدع الخُطَب فى عُكاظ ومِجَنّة وذى المجاز.

_وتأكّدت خصائص العروبة،حين انتشر الضياء من جبال فاران من مكة المكرمة بمبعث سيدنا رسول الله_صلى الله عليه وسلم_بالرسالة الخاتمة إلى الناس كافّة،حيث حمل القرآن إلى العالم قِيَم الخير ومبادئ العدل والإحسان.فتفتّقت لغة الضاد بأروع بيان،فاهتزَّ وجدان الأمة وتشكَّل كيانها،ومدّت أجنحتها على الشرق والغرب فى صحوة دينية وخلقية وفكرية وإنسانية لم يشهد التاريخ لها مثيلا

فقطفوا ثمار علوم من سبقهم من الأُمم من غير خجلٍ ولاوهَن ،فحقّقوا ونقدوا واستوعبوا وأضافوا

وشادوا وأفادوا،وبذلوا خُلاصة ماتوصّلت إليه الإنسانية فى أدَقِّ العلوم من فلك ورياضيات وصناعات،فأخذ الغربُ منها سجلّاً كان أساس علومه وتِقنياته عن طريق معابر البحر الأبيض المتوسط والأندلس.

_وبعد قرون تحوَّلت الحركة إلى رتابة،والإبداع إلى تقليد واتباع،فاستطال الأعداء عليها،وأظلم صُبحها

فأصبحنا نحمل ماضينا على كواهلنا بانتصاراته وهزائمه،بأعراسه ومآتمه،بكل تراكماته فى حاضرنا.

فإذا كان حاضرنا الآن هو نتيجة ماضينا،وأن المستقبل نتيجة حاضرنا،فأى شئ سيحمله المستقبل لحاضر مظلم،يحمل كل أنواع الهوان لأمة

صارت مهترئة متشتتّة،ليس لديها مشروع لصُنع

المستقبل...كيف وقد دبَّ الهوان فى أوصالها،واختلفت ،وماعادت تحمل فى أرحامها الفرسان،بل المتكالبين على كراسى الحُكم والمعمعيّة وأصحاب الدنيا والأهواء الداعية للإستسلام والخذلان.

_إن الأخذ بالثقافة هو الأخذ بالنهضة الحقيقية....

فأُمّةٌ بلا ثقافة أمةٌ بلا مستقبل.

_وقلقنا على مستقبل ثقافتنا يعود لأكثر من سبب..

من أبرز هذه الأسباب:وجود ثقافة عالمية عاتية،تحاول تجاوز المراحل، واختزال الزمان والمكان ،لتجعل من العالم قبيلة واحدة تتكلم لغة واحدة،وتصهر القيم والأعراف فى بوتقة واحدة،

تكون الغلبة فيها للأندى صوتاً والأكثر عُدة وعتاداً وعدداً..إنها عالمية تملُّك الإرادة والتخطيط والوسائل .

_العجز عن اقتراح مشروع عربى ثقافى حضارى شامل يتسلَّم زمام المبادرة التاريخية ،يحوز إجماع العرب ويوحّدهم أما تحديات القرن.

_عُقم الجامعات والمراكز العلمية،فلا إنتاج ولاإسهام فى اختراع،وهو ماأكدته دراسة أعدها بعض الخبراء،بأنه"فى كل سنة يُعَد حوالى مليونَى بحث علمى،وتُطبَع مائةُ ألف مطبوعة علمية،نسبة إسهام المسلمين فيها three%،فكم نسبة إسهام العرب فى تلك النسبة؟".

_ضحالة الإنتاج الفكرى فى مجال الفلسفة والعلوم الإنسانية.

_قصور واضح فى الدراسات الإسلامية لاستجلاء الشريعة نصّاً وروحاً ،وتقديم منهج وسطى يحتوى على ثقافة الوئام وإفشاء السلام،وتكوين جيل قوى

يفهم أمور دينه ودنياه.

_التخلُّف التنموى الذى يجر موكب الفقر والبطالة

وانسداد الأفق بالنسبة لملايين الشباب.

=وقد نشأت عن هذه السمات أنساق احتماعية واقتصادية وتربوية غير قادرة على إشباع حاجات الإنسان العربى،أو أن تتبوأ مكانة ما لتُشكِّل

فضاءً محترماً له مميزاته،منفتحاً مع الفضاءات الثقافية الأخرى ومتواصلاً معها.

..إن ثقافة ً هذا حاضرها..ماذا سيكون مستقبلها؟!

*بعض الحلول المقترحة فى النشر القادم..

__تحياتى(حامد حبيب). مصر..٢٨_٣_٢٠٢١م


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *