قصة كفاح
ابو الوليد محمد العلي الخلف رحمه الله
الدكتور زكريا الملكاوي
في الايام الأولى في
مدرسة ملكا الثانوية التي بدأنا فيها خطواتنا الأولى نحو العلم، تعرفنا على الصفوف
والإدارة التي كانت مكانا مرعبا حيث العصا لمن عصى، وتبين ومن الايام الأولى أن
هنالك صرحا لا بد من معرفته واين يكون. إنها عرباية ابو الوليد " نعم"
كان الحج إليها ركنا من أركان الفرصة، فكان على متنها ما لذ وطاب من حلوى، أهمها
العوامه، والسندويشات التي لم أعد اذكر ما كان في أحشائها، ربما الفلافل، الأهم من
هذا كله كان رجلا يقف بجانبها، عريض الابتسامة، تنظر إليه لتعرف كيف يكون الإنسان
سعيدا، كان انيقا طيبا، كان "ابو الوليد" ذاته الذي رأيته أخر مرة قبل
وفاته باسابيع عندما زارني مرافقا، كان جميلا انيقا مبتسما رغم الجائحة التي لم
يكن يفكر أنه كان سيكون أحد ضحاياها، كان كما عرفناه دائما، باختصار شديد كان
"
ابو الوليد" بضعة أسابيع تمر لأعلم أن الرجل في المستشفى وقد انهكه الفيروس
اللعين ويفارق بعدها الحياة.
وانتهت قصة كفاح
رحم الله أبا الوليد
واسكنه فسيح جناته
