فلسفة الدراما
العقيد بن دحو
حديثنا حول ( الدراما) فن المحاكاة لأفعال نبيلة الغرض منها اعادة التوازن , فإن الفلسفة هس محبة الحكمة , ودون شك كل فعل درامي يطرح لشكالا اخلاقيا قس شكل سؤال يكرر نفسه حسب كل جريمة وحسب كل عصر : " هل الجريمة تفيد " ؟
فلسفة لبدؤلنل هس فلسفة
الفيّم , طالما لا يزال بالإمكان طرح الإنشغال والتساؤل , ودون شك لن تكون تمة
اجابات محتملة لكل العوائق التي تجابه التحديات دون انشغال او دون أن يطرح سؤال عن
الحياة والمغزى من الحياة ايضا , عن الحيوان وقوقعته , وعن الإنسان وبيئته , وتلكم
هي المشكلة!.
الفكرة الفلسفية
الرئيسية التي تطرحها الدراما بشقيها المأساة والملهاة , الكوميديا والتراجيديا هي
موضوعها.... و الموضوع هو الأساس الذي يبنى عليه وحدة الدراما ككل.
تحتوي الدراما على عدد
من الأفكار , وتلك التي تنهض عليها هي التي يمكن اعتبارها موضوعا لها...... و
الموضوع هو الأساس الذي تبنى عليه وحدة الدراما
اننا نلاحظ اسلوب
الكاتب و اتجاهه الفلسفي واضحا ومتجليا , وكذا المخرج معا.
قد نلاحظ فلسفة ( جون
بول سارتر الوجودية) ظاهرة في نص مسرحيته ( الذباب) المقتبس من ثلاثية اسخيلوس
اليونانية , فالفكرة وجودية , رغم النص الأصلي كلاسيكي تقليدي صرف.
فربات النقمة يصبحن ذبابا
تضرب به مدينة أرجوس , ويحل العفن بين أهلها.
ان ارجوس هنا مدينة
باريس.... و الذباب صور الكائنات الآدمية
التي تقطن داخل ثخوم المدينة.
ان سارتر فسر النص
الإغريقي , القصو القديمة بما يلاءم مع ظروفه. بل فرض تفسيره على من يخرج الذباب
أو الندم.
يعني هذا تفسير النص
الدرامي تفسيرا فلسفيا و مناقشته قبل العرض وبعد العرض أهم حتى من النص نفسه
الدرامي , و أهم حتى من ترجمته على الركح
تمثيلا فنيا او فرجة مسرحية
على الرغم من خفوت بريق
الفلسفة , والتاريخ وصل الى نهايته , وتعثر الكلمة الشعر أمام الصورة , يظل
الإبداع لن يكتمل وهجه إلا أذا ارتبط الشعر بالتاريخ و الفلسفة , فإذا كان الشعر
يتغذى على الإبداع والتاريخ على الأحداث التاريخية , فإن الفلسفة تتغذى على
الأفكار ومتى وضح كل شيئ صار تاريخا.
لابد من الرجوع الى
الأفكار الفلسفية التي تدور حولها الدراما , وتغسيرها تفسيرا معاصرا , بل مقارنتها
مع تفاسير أخرى أن وجدت , ولا سيما اذا كان النص مقتبسا من نصوص روائع الفكر
العالمي اليوناني أو الروماني.
أن أجمل نص ( الأجواد)
أو ( الخبزة) , أو ( اللثام) للمرحوم عبد القادر علولة هو تفسيره من جديد تفسيرا
فلسفيا ومنحه بعده المحلي والوطني والعالمي , بل الأجمل منهم جميعا أن وجدت اليد
الماهرة الآسرة الساحرة , والفكرة المستنيرة التي تحول هذه الثلاثية الى جنس فني
آخر.
لا تحصروا أنغسكم في
مجال واحد ضيق فالفن واسع رحب وهيولى غير متجانس يأخذ شكل القالب الفني الذي ووضع
فيه.
العودة الى الفلسفة في قال
محبب للأنفس , وليست الفلسفة السفسطائية , هي الكفسلة والوحيدة من تجعلنا نفهم
الفهم والتاريخ فهما حديثا يليق بهذه الأجهزة الإلكترونية الذكية , التي قذفت
بالخليقة خارج مجالها الومني التاريخي والحاضر والمستقبل ايضا.