دروب الفساد
الدكتور شفيق ربابعة
ما للخُطوب قد ادلهمّتْ
حولنا // ما للقلوب من الغَلا تتحرّق
ما للنوائب هلْهَلتْ
تجتاحُنا // ما للمصائب بالمذلّة تَنعقُ
دبّ الفسادُ بأمّة
تترنّح // من جَور أسيادٍ وذاكَ مُحقّقُ
والناسُ ضجّت من مفاسد
طغمةٍ // فَمِن التسلّط كلّ شيءٍ يُسرَقُ
والشعبُ في ضَنَكٍ وزاد
عذابُهُ // من حيرةٍ, إنّ المفاسدَ تُطْبِقُ
ابنُ الوزير مُوَزّرٌ
وحفيدُهُ // يرثُ الوزارةَ, كلّ ذاكَ مُوثّقُ
أمُمٌ تمرّ بلا عِدادٍ
في الدنا // لا بل عبيدُ جماعةٍ تتملّقُ
إنّ الرشاوي للخراب
مؤشّرٌ // رأسُ الفسادِ لكلّ بابٍ تَطرقُ
العدلُ ماتَ وقد نَعيْنا
موتَه // وصراحةً ريحُ الرشاوي تَعبقُ
ادفعْ لسمسارٍ ليعلو
شأنكم // وإذا أجدتَ الدفعَ كمْ تتألّقُ
عيشٌ مُريبٌ في حياةٍ
شابها // نَصَبٌ, مداهُ يُغرّبُُ ويشرّقُُ
يا ربّ قد دبّ الفسادُ
بإمّة // فيها الضَلالةُ قد تفشّتْ تمحَقُ
وبها البُغاةُ تسوّدوا
وتسلّطوا // ولذا الهَوانُ كما يُرى يتفوّقُ
والمفسدون طَغوا وصاروا
في العُلا // أمّا الرعيّةُُ بالمصائب تَغرَق
يا ويح من فسدوا ويا
تبّاً لهم // ملأوا البلادَ مفاسداً كم أرّقوا
ولمكرِهِم ودهائهم
ظفِروا بنا // وكأنّنا من غيّهم لا نُرْزَقُ
فالرزّ أمسى كالأماني
مطلباً // من حدّدَ الأسعارَلا لم يصْدُقُ
والسُكّرُ المؤذي تضاعف
سِعْرُه // زيتُ النخيل تلا بسعرٍ يُرهِقُ
والخبزُ في كلّ البلاد
مُقنّنٌٌ // ولنقصهِ,فلَهُ الرعيّةُُ تشهقُ
مصّوا الدماءَ وأورثونا
فاقةً // والغربُ من أموالهم يتصدّقُ
والقدسُ قد نُسيتْ وحيفا
قبلُها // ولفقدِنا الأقصى عليهِم نَحنِقُ
لم يستعدّوا لحظةً
لنُعيدُها // للنهبِ مالوا, لا لنصرٍ يُعْشقُ
القدسُ مُهجتُنا وإنّا
يُتّمٌ // من دونِها إنّ المذلّةََ تُطبق
دربُ الجهادِ مُعطّلٌ
ومُدمّرٌ // وحروفُه كطلاسمٍ لا تُنطَقُ
لم أنس شبراً من فلسطين
الغلا // ولفقدها فالدمع منّي يهْرُق
جوعٌ وفقرٌ واقتتالٌ
سائدٌ // والشعبُ عانى من فعائلَ سُرّق
سرقوا البلادَ وهدّموا بنيانَها
// وتسوّدَ الرعديدُ ثمّ الأحمق
وتعاونوا مع طغمةٍ
ممجوجةٍ // كم هرّبوا أموالَ, من يتحقّق؟
فُقدتْ ملايينٌ وضاعَ
سجلّها // في أيّ وجهٍ أو مجالٍ تُنفَقُ
ما عاد للمليار ذِكْراً
بيّناً // بقيودِهم, من يستبينُ سيُسْحَق
ضاعَ الوئام مع المحبّة
والهَنا // قاد المسارَ جماعةٌ لاتوثَقُ
فاحفظْ إلهي أمّةًً
بحياتِها // عانتْ من الفُجّار كادتْ تُخنَقُ
عانت من التاتار ظلماً
بيّناً // والفرسُ والرومانُ بؤساً أغدقوا
داس المَجوسُ على كرامة
أمّةٍ // وتغلْغَلوا بحشودهم لنُمزّق
ذُقْنا الأسى والويلَ من
أشرارِهم // تُباً لهم فقلوبَنا قد أحرقوا
فَقَدَ الجمالُ بريقََه
من جَورِهم // قد ماتتْ الآمالُ,ثمّ المنطِقُ
القلبُ مجروحٌ وعندي
غصّةٌٌ // فانظرْ لضعفي,ما بنا كم يُقلِقُ
الناسُ جاعتْ والألوفُ
تضوّرتْ // ألَماً من الحرمان, مَنْ يترفّق؟
أهلُ الفجور تألقوا
وتَنسّروا // لم يبقَ طعمٌ للحياة ورونقُ
عاشوا على السَرقات لا
ردعٌ لهم // لم يشبعوا وشعارُهم فلنسرِقُ
والغيرُ محرومٌ ولا وزنٌ
لهم // طولُ المدى, ومع الهموم تعانقوا
يا لَلْمصائبِ طوّقتْ
هاماتنا // هولُ الفساد لكلّ باب يطرقُ
يا ربّ نصركَ قد كفانا
ذلّةً // ولنصرِ ربّي إنّنا نتحرّق