جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

لقاء تلفزيوني

لقاء تلفزيوني

       


             ................

قبل اللقاء كنتُ أُحدّقُ ملياً من خلفِ نظارةٍ سميكةٍ

أُحدّقُ نعم (ملياً ) بفُتحةِ صدر المذيعة...

وأظنها لاحظت ذلك في نظراتي فاجأتني بسؤال:

هل الشاعرُ يركبُ الموجةَ أم الموجةُ تركبُ الشاعرَ...؟

لا أدري ماذا كانت تعني بالشاعر ...!!

هل هو ذاكَ الذي  يُنظّم الكلماتِ ويرُصّها حسب ما يتطلبهُ فنُّ الشِعر وقواعده ..

أم ذاك الشاعرُ الذي يغمسُ أظافرهُ في عُمقِ البحر مستخرجاً قصائِدهُ ...!!

تململتُ في مقعدي محاولاً استذكار ما يجولُ بذاكرتي ممّا قرأتهُ سابقاً ...

أنطقتُها : إن كان الشاعرُ ممّن يمارسونَ كتابة الشِعرِ كعملٍ آليٍّ مُجرّدٍ من دوافعهِ الداخلية...

فعليهِ أن يركبَ الموجة ليواكب ما يُملى عليه َحسبَ مقتضياتِ الفعل المسبق وحسبَ توجه ومعطياتِ الآخر ...

وبالتالي يستخدم أدواتهِ الشعريةِ والبلاغيةِ من أجلِ غاياتٍ وأهدافٍ مسبقةٍ .

هكذا كما اعتقدُ أخبرتها

ورحت استرسل ردّاً على الشقِّ الثاني من السؤال.. 

- لا أظنُ هناكَ شاعرٌ مهما كانت براعتهُ وموهبتهُ الفذّة قادرٌ على ركوبِ موجة الشِعر والتمسكِ بحبالِ ضفائرهِ وتطويعهِ ليكون...

وأظنُ حتى الشُعراء الكبار سابقاً والآن  ولاحقاً يدركون هذا الأمر وعظيمَ وقعهِ في عملية استخراج لآلئِ النص من بحار المعاني  الكبيرة ...

فكلٌّ يدلو بمقدارِ وعاءهِ وما حوى ...وبالتالي يا عزيزتي  هو نِتاجُ تراكماتٍ وخِبراتٍ وقراءاتٍ جمّة .

رتبتِ المذيعةُ  أوراقاً تتوسدُ فخذيها... وتنميتها أنا حقّاً

فبادرتني : وأنتَ ..أينك  منهم..؟؟

تبسمتُ فاتراً ( وهل أنا شاعرٌ ..!! )

قالت : هناك قولٌ لأحدهم ( كُلُّ النساءِ قصائدٌ ..فلا داعي للشُعراءِ )

فيا ترى أين تقفُ من هذا القول ؟؟

رددتُ في سرّي إن هذه المذيعة عرفت من أين يأكلُ كتفُ حرفي ...

لا بدَّ وأنها أعدّت لهذا الحوار أسئلةً كُبرى فأجبتها:

- بما أنهُ قولٌ ونحنُ كأُمةٍ لا نقرأُ الكثيرَ عادةً ونستمعُ لمن قالَ ..لا ما قِيل...

ضمناً أنا اتفقُ مع هذا الكاتبِ ..كون المرأة لم ولن تُكتبَ.

كونها كما تكوينها سرٌّ سماوي وخلقٌ نوراني متجذرٌ ومتواصلٌ يتشكّلُ بهيئاتٍ عدةٍ لا أريدُ الأفكار بها .

هي بإختصارٍ خُلقت بطين السماء وكفِّ الرب ..

الأنثى أكبر  من أن تُكتب وكل ما قيلَ أو  سيُقالُ فيها لا يتعدى مقدارَ القائلِ من عظم الأمر...

 ( وعرجتُ لها )

ومن قالها نفسهُ قائلٌ ( كلما إن أنحنت المرأة تنبتُ في الأرضِ وردة )...

واستطرد إليها بدليلٍ :

 أنتِ الآن إمرأةً ..اراك قصيدةً لم تُكتب

كلُّ ما فيكِ موحٍ وعصيٍ وغيرُ قابلٍ للكتابة..

وإن كُتب ما هو إلا جزيئات صغيرة من مُكوّنٍ سماويٍّ كبير.

فهناك إمرأةٌ في القلب وهناك إمرأةٌ في الحب..

إمرأةٌ في الحرب وأخرى  في التاريخ ..

امراةٌ واحدةٌ هي  الحاضر والمستقبل.

فقالت:

يا ترى أيَّ إمرأةٍ فيكَ..؟!!

ولا أدري .. بدون وعي نطقتُ :

( إمرأةٌ في الذاكرة )

حيدر غراس


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *