(تنانير) خارج الخدمة
حيدر غراس
..............
١
أكوام من الحطب اليابس،
خلف تنور الطين،
مازلتُ أبحث عن "
أحبك " مخبأة فيها،
تركها أبي يوماً،
ادخاراً لمواقد الشتاء
أنبش قلبي بعمود
المحراث، أبحثُ بين الجمر و الرماد عن " أحبك "سقطت من فم أمي حين كانت
تبتهل بالدعاء
أمد يدًا بيضاء،
أخلع خبزة سمراء
أقرأ "أحبك "
على حوافها،
كتبها التنور بلوح
الطين في المساء
أرطب أصابعي بماء
الساقية،
أطوف حول التنور،
يشدني تكور(الشناگ)
ألمح " أحبك
" على أعناقها،
تلطمها راحتيك، تشدو
بالغناء
أترك على دكتي التنور،
فتافيت" أحبك "
تلتقطها عصافير الروح
بمناقيرها،
تحملها لأعشاش النخلة
تسقيها رطبا وماء
هاهي البقايا تلتصق
بأهداب التنور،
تتلو آيات " أحبك
"
تسري حيث أنهار القرية،
الجمع برغيف الحب سواء
٢
لم أدرك إلا متأخراً،
حطام السعف بأطراف الأماني حشد من القنابل،
أكل " أحبك"
لتعيث به مناقير غرابيب سوداء
لم تعد الأكداس خلف
التنور تجمع" أحبك "،
ليس في الرصاع طبع
أصابع أمي، حين كانت تشمر ساعديها البيضاء
الملح أكل أطراف
خبزتنا،
تنور (الغاز) على سطح
الدار،
تهزأ به القطط تتكاثر
كلما لاح شباطها في المواء
فانية تنانير الطين،
ياخجلتي تكسرت "
أحبك "كخبزتنا المباركة،
هل عاد الطين للطين،
شرعة الطين فناء..!؟
.
. غراس..