أنا لا أسمع صوتي يا أبي
حيان عماد
....
أنا لا أسمع صوتي يا
أبي ..
حنجرتي مكتضة بالتعب
...
أنا مائلٌ إلى السواد
كثيراً
رائحتي كالموت ...
لا طعمَ لي
يُشبِّهونني بالمرار
تارةً
وبالهدوء تارةً أخرى
أنا عاصفةٌ لا رياح لها
كبركان منطفئٍ منذ قرون
يخنقني الحضور الباهت
يا أبي ..
أنا غائب في حضرة
الحضور
متآكل
كقطعة حديد اِلتهما
الزمن
وداستها حبيبةٌ دون أي
شفقة
وحتى دون أن تراني
أصلاً
أحلاميَّ كبرت
فبنيت لها كفاً يليق
بها ...
أيامي
مليئة بالانتظار
وبالسواد المغتبط ..
مثل ساعة جدار قديمة
توقفت عن العمل منذ
سنوات ...
دموعي حمراء
سخية العطاء
كبرت
وكم رويت بها خيباتي
وحسراتي
فنبتَ الحزن على وجهي
أنا يا أبي
رجلٌ ملقى به على قارعة
الألم ..
ينتظرُ الشمس كل صباح
فهل يكتشف من أي طريق
يُعبر ثقبَ الأملِ ...
..
***********************
***********************