جسدك إلياذة ما بعد القصيدة
أحمد نصرالله
....
(جسدك إلياذة ما بعد
القصيدة)
ماذا لو لمْ يكنْ
جسدُك المعجونُ
بلسعةِ كِبريائي
ونكْهةِ جنوني
هَكذا شكلْتَهُ حَرفاً
رغيفُ خبزٍ لا يحتملُ
التأجيلْ
هلْ كانَ بوسعِ أيلولَ
الخروجُ من قلبِ
البراكينِ
بذاكرةٍ مكتملةِ الضوءِ
أو بوجْهٍ ناصعِ
الحنينْ
أشكُّ في كلِّ شيءٍ
لا يُفضي إلى سراديبِك
المطمورةِ
بنبيذِ القُبلاتِ وعبقِ
الأسرارْ
انحيازٌ عبقريٌّ
للأنهارِ التي تتفجَّرُ
مِنْ بيْنِ أصابعِكْ
العطرُ الذي يقودُ
القاهرةِ
إلى إلياذةِ جديدةْ
الضفائرُ الَّتي
تَبْتَعِثُ ألفَ سندبادِ
مِنْ تحْتِ جِلْدِي
مِنْ أنْفَاسِي
مِنْ الأغَانِي الَّتي
تَسْتلقِي على زِنْدِكْ
مَاذا لَوْ لَمْ يكُنْ
جسْدُكِ
داخلاً بينَ الحُزْنِ
والبحرْ
كيفَ لكانونَ أنْ
يمْضِي
دُوْنَ أنْ يتْركَ
آثَارَهُ المُريعةُ
فِي قَلْبي فِي
ذَاكِرتِي
وَفِي صُلْبِ
الأبْجديةْ
وَعَلى أيِّ جَنْبٍ
تتْكَئُ أحْلامي
وَالليلُ يمزقُ مَا
تبَّقى
مِنْ ضُوْئِي
المَصْلُوبِ
فِي زِنْزانةِ
اشْتَهائِكْ
جَسدُكِ هَذَا
الهَارِبُ
مِنْ بُوَابةِ (كَيْف)
المُنْشقُ عَلى جِسورِ
(هَيْت لك)
لَولاهُ لصَارَ
العَالمُ مِشْنقةً
تَتأَرْجحُ عَلِيها
أحْلامُ العَصَافِيرْ
لَولاهُ أيُّ شجرةٍ
تُجازفُ
بأسْنانِها اللبنيةِ
أو بحَليبِ الأمَانِي
العِجَافْ
وبأيِّ موعودٍ
تَسْتدبِرُ السُّفنُ مُوَانِيها
أَبْحَثُ عَنْكِ
تَبحثِين عَنّي
خاوٍ هَذا الكونِ
دُوْنَ زِحَامِ
الجُّنونِ
المَسْفُوحِ عَلَى
خِلْجَانِكْ