جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

أحببتُكِ

عامر الطيب


أحببتُكِ في السنةِ التي فشلتْ

بها الثورةُ، خسرتُ ملجأي الوحيد، صارتْ لي مخالب بدلاً من عينيّ ،

في السنة التي أردتُ أن أخطو نحوك بجناحين

مرةً أخرى

كما ينبغي ،

أردتُ أن أتحسس حياتي

و أزيل منها الألم و الزوائد أيضاً.

أحببتُكِ في السنة التي

سمى بها اللغويون الفم فماً

و الحبة حبة

و النمر نمراً

ما الذي بقي لأقوله؟

إنها سنة الفجيعة حقاً

و قد أهلنا التراب على قصائدنا

التي لم تمت بعد!

الآلهة عزيزي علي قلبي

قليل من الفائدة و قليل من السند،

قليل من البصيرة

و قليل من اللوم.

عندما أصلي أشعر إنها

تضغط على ظهري

و عندما أقهقه أجدها تنصت

لسخريتي منها.

الآلهة عزيرة وقد قررت أن أضعها

حول يدي لأقدر وقتي بدقةِ

تلاميذ مختبئين

لكن يا للأسف

لن تعمل آلهتي

بالطريقة التي تعمل بها الساعات !

أظنني سعيدة بك

مع أنهم يتخيلونني أرقص معك الآن.

يكفي توقي

لأن ألامس ظلال ذراعيك على الجدران

فأنت تعرف أنني سعيدة بك

لأنني أرقص وحدي!

أعود إلى بيتي لا تعني

أنني أصل تعني أنني أستأنف ،

أنا صاحب البيت

وأنا الجار،

أنا المواقد و المصابيح و الأغطية

أنا الصبي الذي يأكل

و يتساقط الطعام على رقبته

وأنا الأب الذي يوبخه.

عموماً

بيدي المفاتيح

لكني أفعل إزاء البيت ما أفعله إزاء قلب أحد ما

أتلصص من النافذة

لأرى إن كان ثمة

مَن يفتح لي الباب!

أنا في طريقي إلى العام ١١٩٠

و أنت في طريقك

إلى العام ١٩٩٠ أيضاً

يا للهول وقد كنا نسير

ببكاء أقصى سرعة

و كانت ثمة دلائل تشير إلى

إن بهجة العالم لن تكفينا معاً.

أحببنا و ضاجعنا بعضنا بسلام

و حلمنا طوال الليل

بأن الحرب دائمة

أما ما سينتهي فهو الموت !

شاهدتُ رجلاً يتمشى و بيده كتابي

ففرحت و تبعته

الى ان جلس على ضفة و بدأ يشق

أوراقه و يقذفها في الجريان

لا شك انني تاسفت

و ضربت الأرض لقدمي

ثم عزيت نفسي

بان الأنهار ذاتها ستغص

بالكلمات التي لا تنسى!

كلُّ شيءٍ قال لي لا تذهب ،

أشجار كثيفة كانت تهتز

بمواربة

و كلاب تنبح بتصنع

و كذلك أطفال يرجمونني

بالطوب.

بدت الحقيقة من فمِ

كل كائن تبدو بحجم فمه .

كلُّ من قالَ لي لا تذهب

قالها بمرارة لا تبقَ هنا إلى الابد !

في الواقع كانت تقف خلفي قوة جبارة

لأحب و أكتب،

لأسامح قلبي الذي يلتهب

و أبدأ يومي بصحة

من لا يعرف شيئاً عن ماضيه.

كانت حياتي مؤهلة منذ البداية

لتكون حياة رجل

يبني منزلاً من الشقوق ،

و كنتُ أنظر لكِ كان دموعي ستجف

سريعاً

و علي أن أسأل

إن كان بإمكاني تقبيلك بملعقة

و إنهاء حياتك بشجاعة

لأن الموتى لا يسخرون من المطر !

أشغل المصباح و أطفئه

مرات بعد مرات

هذا ما أفعله

لا النور ولا العتمة مبتغاي،

أنني أمقت كل ما يود أن يؤلم عيني

هكذا أريد

أن تكون حياتي

مفاوضات مع الألم !

عامر الطيب


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *