المهاجرون
أحمد الفلاحي
المهاجرون
وهم يتفيئوون السلام
تكمن الحرب في شراينهم
وتنفجر الأوطان في قلوبهم
حتى أنهم لا يلتفتون الى الصقيع.
تجري بين يديهم ظلال ورؤى
ويتأزرهم التيه.
هم عسس القلب
وأشجان الطريق.
المهاجرون
وهم يأوون الى خبز عارٍ
يغمسون أناملهم في رئة الصبح
إلا أن المساء يلف خاصرتهم.
هم يتصيدون غابات الحناء
ورقصة السالسا
ونغمة دو
لكن
يتعثرون بمقام بياتي
وهواجس الصحراء
والعناكب تبسم لهم
المهاجرون
قاع بيضاء
وقمل أسود
وأعين حمراء
يسقون من رأس
الماء
ويبكون كلما جانبهم الطل.
المهاجرون
يلفهم الوجع
ويلمزهم الأصدقاء بالنمل
حتى إذا قبّلهم السكر
أفاض عليهم الثبور
وحنت اليهم القبور.
المهاجرون
طيف العتمة
وغمزة فتاة
يكاد يتخطفهم الذل
وإذا آووا الى رغباتهم
تنبس فيهم الفحيعة
وتمخرهم الامواج
يئنوون نهاراً
ويتوسدهم الجمر.
المهاجرون يهاجرون الى حيث لا ظل
ولا أزيز.
المهاجرون
موتى
وموتى
وموتى
وموتى.
أحمد الفلاحي