الوقت
أنيس عبيد
الوقت
على مقعد خشبي
بمحطة الأرتال ينتظر ..
طال الإنتظار ..
عنق الوقت الطويلة
مشرئبّة إلى المنعرج ،
ولا قطار ..
كانت ساعة المحطة
الكبيرة المثبّتة على عمود طويل
ترمق كل شيء ..
تراقب كل شيء ..
بين الوقت والساعة
روابط دم ..
إثر مراودة بتمام
الحرفيّة ،
يستعير الوقت من الساعة
عقاربها
يضع ساق العقرب الكبرى
فوق ساق العقرب الصغرى
وينتظر الرتل القادم من
الزمن السائل ..
يملأ الوقت فراغ
الإنتظار
بقهوة يترشّفها
وينتظر ..
يمرّ الوقت على نفسه
ثقيلا رغم القهوة ..
قال المقعد الخشبي
للوقت :
" ما أثقل زمن
الإنتظار .. "
غمغم الوقت في سرّه :
" أتراه يعني : ما
أثقلني ..! "
قال المقعد :
" تأخّر الرّتل
كثيرا ..
وإنّ اليوم قصير ..
والشواغل كثيرة..
وإنّ الوقت لا ينتظر
..! "
غمغم الوقت ثانية :
" ولكنني أنتظر .. !
شي ما ليس على ما يرام
..
أأنتظر ..
وأنا الوقت الذي لا أحد
ينتظر .. !؟
أينتظر الذي لا ينتظر