لا خبر أتى
مصطفى حنانى
..
لا خبر أتى
الخبز في الفرن
صار فحما ملبذا
ووعود الحطب احترقت في
رأسي
قلت للرماد :
اشتعل
فها قد
تصحر قلبي
ويدايا صارتا جريد نخل
بائس العطش
لا يوم
يؤرخ ذكرى السراب في
حقولي
وفي أرضي
ألف شمس تشعل خرائط
عشقي
أرسم جِمال القافلة
بالحمم
اوزع الرّحل
حسب كفاءة القتال
فيستعر نباح اللون في
رأسي
و تبكي الجراء في وجار
صدري
قلت لي :
سيأتي المطر
قال الغيم لي :
هيهات أن تنتظر ...
وكم
انتظرت من عمري شطرا
طويلا
محوت كل النصائح
التي غمزاتها خذلتني
وأحطت هودج الناقة
الشاردة
بكل متمنياتي السالفة
لم يأت النهار بارقا
وفق ما أراد الليل الذي
لبسني
كان الرمي بالكفر
إشاعة مقبولة بين جدران
بيتي
في زمن
مات فيه الأنبياء
والكفار معا
كيف أصلُح يا الله ..
ان أكون
صحيفة ..
والدواة
خاملة في يد عنكبوت
أسود
يمسك بقبضة قوية زوايا
عقلي
كيف أوزع على الصمت
سكوتي
واللسان مبتور بموسى
الختان
منذ قيل لي :
صه
طويلا ما استطعت
في مجالس الكبار
أنا اللسان المدمى
والتراب ندبة في الجبين
أنا النوتة الهاربة
من موسيقى اللحن النشاز
وأنت
قيثارتي الباكية
تحت عروش الدالية
المنصتة في بؤبؤ عينيا
أيمكن للعنب المتزبّب
أن يصير لحنا
في الأقداح العالي
نخبها...؟
والنحلة الغريبة بجناح
واحد
تقرص أوتار قلبي
المترهل
قلت
للعازف على عود قلبي
أنا
الوتر الذي لن تطاله
يداك
مهما
دوزنت مفاتيح قلبها على
نغم
لا يطربني ..
ستبقى نشازا جليا
في صوت السَّحر
وفي غفوة
النخيل السابح
في لهيب ظلالي
أية آلة موسيقية
ستحبني من جديد
أنا الذي وجهه أصفر
من بحة صوت
قميص نومها في صدر
قيثارتي
الحب ..!
هذا الجلاد الذي يرفع
سياطه
كلما قلت :
أحتاجها يا ربي
دماء شهقة موت حتى
قال :
أحتاج احتياجك في
الاحتضار
وأن أنفاسا تبكي
الحب ..
جملة اعتراضية
في رسالة مرفوعة إلى
الله
ونحّاة الهناك
أكاديميون جدا
لا
يؤمنون بالغفلة والسهو
لكنني ،
لبست حقيقة وجهي
وأسقطت القناع القديم
كسرت كل المرايا التي
خانتني
ونجوت بأعجوبة من الزيف
كنت صداحا
كحقيقة في ملف اغتيال
سري قديم جدا
يقول المهدي
مشمع قلبي
بالأحمر الدموي
ها أنا ذا ..
أندلق كقبلة
مخطوفة في الكواليس
أسود وجهي
كستارة ركح
أصفر قلبي
كاشتياقك لي
وقت الغروب في القدموس
كنزلة برد مفاجئة
حين يحضر الرقيب بسوطه
في زمن الحرب
أخرج من زوبعة الدمار
ومن صورة جدار
معلقة على جلباب جدي
القديم
بنعلين مليئين بغبار
السنين
لا أريد شيئا
أقسم
أنني لا شيء أريد
سوى
وشم أمي
وشساعة جبين أبيك
ودعوة جدتي البريئة
وصلاة أمك الجريئة
وكوة
كوة
بمقاس فمي
لأقول لك أنت :
لم أدرك
أنك القمر
إلا حين
نسيت بين نهديك
وجهي والقلم
وكمشة
عريضة من حنين أصابعي
...
