____(على قهوة البوستة بالعتبة...
لقاء غيَّر مجرى التاريخ )__
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!
وقف الجالسون ،وأُغلِقَت عُلَب النّرد "الطاولة".. ..
وارتفعت أصواتُ الكراسى والموائد وهى تبتعد عن الزبائن
لتُتيح لهم فُرصة استقبال:
(جمال الدين الأفغاني)
وأقبل الشيخ يحُفُّ به( مُحمّد عبده)وأبو تراب ...
وجوٌّ من المهابةِ والجلال والعلم.
قال الشيخ(مُحَمّد عبده) أنَّهُ لم يتعوّد الجلوس هنا
إلاّ منذ أيام قليلة،فهو يعقد اجتماعاته فى بيته،ومقهاه
المُختار هو "قهوة البوستة بالعتبة".
*إسمى:جمال الدين الحُسينى الأفغانى
_مواليد ١٢٥٤ه_١٨٣٨م.
_وُلِدتُ فى بلاد الأفغان،لكنى من أُسرة عربية مُسلمة
تنتمى ل(الحسَن بن على بن أبى طالب).
____
__
*ومن ذلك المكان"قهوة البوستة"تغيَّرت
الأفكار،
ونشطت العقول ،وحضر كبار كتاب ذلك الزمان.
(الشيخ محمد عبده_أبو تراب_سليم حجازى باشا_
عبد السلام المويلحى_ابراهيم المويلحى_عبد الله
النديم_سعد زغلول_ابراهيم اللّقّانى_على مظهر_سليم نقّاش_أديب إسحاق_يعقوب صنوع_
المؤرخ اللبنانى سليم العنحورى).
*قال (سليم العنحورى) أن جمال الدين الأفغانى أخذ
يُقَرّب إليه العوام،ويقول لهم:"إنكم معاشر المصريين قد نشأتم فى الاستعباد
،وتوالت عليكم قرون منذ زمن الملوك الرُّعاة حتى اليوم،وأنتم تحملون نير الفاتحين
،وتسومكم حكوماتكم بالحَيف والجَور ،وتستنزف عرقَ جباهِكم بالعصا والمقرعة
والسَّوط ،وأنتم صامتون...أُنظروا أهرام مِصر،
وهياكل منفيس،وآثار طيبة،ومشاهد سيوة،وحصون
دمياط...فهى شاهدةٌ بمُتعةِ آبائكم ،وعزّةِ أجدادكم
..هُبُّوا من غفلتكم ..اصحوا من سكرتكم..عيشوا كباقى
الأُممِ أحراراً"
_قال (العنحورى):"منذ ذلك الحين طارت شرارة
الثورة العُرابيّة"
*سُئِل :ماهو الإصلاح الدينى الذى تنشده؟
قال:"إعادة الصداقة بين العلم والدين ..لكى نُصلح
الدين يجب أن نعود إلى الأصل،وهو القرآن،والصحيح من الأحاديث،والاستنتاجُ بالقياس
على ماينطبق على العلوم العصرية،وحاجات الزمن
وأحكامه،وأن نفتح باب الاجتهاد ".
*كان كثيراً مايتحدَّث عن الشرق،كان يقول:"الشرق..
الشرق..خصَّصتُ جهاز دماغى لتشخيص دائه ،
وتحرِّى دوائه ،فوجدت أَقتَلَ أدوائهِ داءَ انقسام أهلِه
..وتشتُّت آراءهم ،واختلافهم على الاتحاد،واتحادهم
على الاختلاف..فعملت على توحيد كلمتَهم،وتنبيههم
للخطر المُحدِق".
*وحين سُئِل :ماهو الحُكم المثالى للشعب؟قال:
"أن يحكم نفسَه بنفسه،ولن يتأتَّى ذلك إلّا إذا
تعلَّمَ
وعرفَ حقوقَه وواجباته،ومارسها وحرص عليها".
*وحين سُئل :هل يسمح الإسلام باعتناق المذاهب الاجتماعية
المدنية كالاشتراكية مثلاً؟قال:"الاشتراكية كانت فى الإسلام مُلتحقة مع الدين
مُلتصقةً به،وباعثُها حُبُّ الخير،أما الاشتراكية فى
الغرب،فقد بعث عليه جور الحُكَّام"
وقد صدق (شوقى)حين قال:
الاشتراكيون أنت إمامُهم
لولا دعاوى القوم والغُلُواء
*كان ينادى بأنَّنا لسنا فى حاجةٍإلى الكلمات
اللُّغَويَّة،
ولكننا فى حاجة إلى الكلمة التى "تنقُر حَبَّةَ
القلب".
*قال المؤرخ اللبنانى(سليم العنحورى):"كان الأفغانى
يقطع نهاره فى داره،فإذا جنَّ الظلام ،خرج إلى مقهى قُرب
الأزبكية،وجلس فى صدر فئةٍ تتألَّفُ حوله على هيئة نصف دائرة،ينتظم فيها اللغوى
والشاعر،والمنطقى والطبيب والكيماوى والتاريخى والجغرافى
والمهندس،فيتسابقون إلى إلقاء أدق المسائل عليه ،فيحُلّ عُقَدَها بلسانٍ عربىٍّ
يتدفَّقُ كالسَّيلِ ،حتى إذا اشتعل رأسُ الليلِ شيْباً ،قفل إلى داره،بعد أن ينقد
صاحب المقهى(يدفع له)كلَّ ماله
فى ذمّةِ الجمع الأنيق"_أى كان يدفع حساب كل
الموجودين حوله.
*تِوفِّى بالسرطان فى عام١٨٩٧م.
*عاش فأحيا أفكاراً ومشاعر وثورات...من هنا ...
من على "قهوة البوستة بالعتبة".
*لابد من صحوة كُبرى،والصحوة تدفعها الأفكار
والأفكار يصنعها أهل العلم والأدب والثقافة.
*إن لم نلتقِ على هدف واحد..تلك الأمة جميعها....
ونتواصل جميعاً حول أفكار خلَّاقة تُوقف هذا العَبث
بالأُمّة،من الداخل والخارج،فسنظلُّ بلا قيمة..على أرض
الهوان والخضوع نقف مُتلذِّذين بهما..كل
مانملكه فى كلماتنا شجبٌ ونَعىٌ وبُكاء..
*سلاح التواصل العربى بالأفكار النيِّرة ،بثقافة
تمتزج بالواقع المرير ..تستنهض الهِمَم ..تساهم فى
النهوض بالتعليم والتثقيف من خلال جروباتكم
ومجلاتكم الإلكترونية وصفحاتكم..الأمر يحتاجُ إلى تواصل
حاسم وحتمى بينكم على أعلى مستوى....
لدى قرائح الشعراء مايِلهب الحماسة،ولدى كتاب القصة
الرائعين مايكشف عن عورات الواقع ،ومالدى
المُفكِّرين والعلماء والفلاسفة مايُنير الطريق لتلك
الأُمَّةِ المكلومة...مصيرُ تلك الأمة بأيديكم الآن ....
أعيدوا للقُرّاء تاريخ أمّتهم،اكشفوا عن خبايا المؤامرات
الخارجية لتكبيلها...هزّوا بجذع النخلة
كى تُساقط رُطَبا..خذوا بالأسباب لا بالأحلام ... ...
ومانيْلُ المطالبِ بالتمنّى
ولكن تُؤخذُ الدنيا غِلابا
"إنَّ هذه أُمَّتكم أُمَّةً واحِدة"
__تحياتى(حامد حبيب)_مصر ١٥_٣_٢٠٢١م