كالأيام الخوالي تماما
أحمد الفلاحي
كالأيام الخوالي تماما
يغيب القمر عن موطني
ويترك "سهيل اليماني" وحيدا
إلا أن موسم الزرع عاد
كيف يغفل الوطن بكامله
عن معانقة جرادة؟!
وكيف للزرع أن يصمد في وجه الحصاد؟
في وقت ثقيل كهذا
يمر الشتاء حاملاً منجلا وحقيبة،
الحقبية بيضاء
وأسنة القربى تقرع في المناجم،
كالأيام الموالية تماما
وبشغف بندقية كلاشنكوف
يتمطى القتلى
وتذهب المآذن إلى التعاويذ.
ريثما يأتي الله بنصره المؤجل
تختنق الرائحة
ويلين العود.
هاهو موسم الثلج قد عاد،
التمثال يحتاج الى جزرة
والوطن يحتاجني كمدفئة بالجاز
حتما لو زيت ركبتي كان ّ يكفي!.
بقليل من الحذر أدلف الى هذا النص
أعتمر قبعة اطفائي
وأتجنب حرائق "التحشية".
كالأيام الحالية قليلا
تقطف الضفيرةُ قبلة وداع
والشمس ترسم هالتها على خد اللوز.
أيام الجسد المكرر
وأخاديد الرغبة
كلها ترتعب،
كيف لوطن غادر آلهته طوعاً
أن يعبر ممرات الضياع؟
وكيف لليلة باردة
أن تترك الشجرة دون لحاء؟
الشجرة تنتقي الحطابين بعناية
وتسكر بالفأس.
الا أن الشتاء يشفع للمتاهة
ويهرف بالخريف.
كالأيام القادمة تماما
تموت الثورة
ويشتعل الصقيع
ويبقى الغياب.
++++++++
أحمد الفلاحي
اليمن