أَرَانِي الآنَ في سِجْنِي وَحِيدَا
أَرَانِي الآنَ في سِجْنِي وَحِيدَا
جلال بن روينة
أَرَانِي الآنَ في سِجْنِي وَحِيدَا
يَزُورُ الضَّوْءُ سَجَّانِي زَهِيدَا
وَتَكْسِرُنِي الحُرُوفُ..وَكَانَ شِعْرِي
حَديثَ اليَوْمِ...لَكِنْ صَارَ عِيدَا
أَنَا الرَّقْمُ الذِي فَتَّشْتُ عَنِّي
وَلَا ألْقَى سِوَى صِفْرٍ رَصِيدَا
وَتَطْعَنُنِي المَدائِنُ كُلَّ شِبْرٍ
وَتَرْسُمُ فَوْقَ أَنَّاتِي الحُدُودَا
وَتَطْرُدُنِي قُشورُ الطِّينِ حَتَّى
حَسِبْتُ النَّفْيَ جِيفَارَا الطَّرِيدَا
أَنَا المَطْلوبُ حَيًّا بَعْدَ مَوْتِي
شَرِيدًا...هَكَذَا حَكَمُوا شَرِيدَا
سَتَرْقُصُ سَاعَةُ الحُكَّامِ هُزْءًا
وَتَمْلَأُ دَمْعُ سُقْرَاط الخُدُودَا
وَيَقْتُلُنِي الذِّي قَتَلَ ابْنَ رُشْدٍ
وَأَفْنَى مُزْنَ غَالِيلِي المَجِيدَا
وَيَكْتُبُ شَيْخُ دِينٍ فَوْقَ قَبْرِي
"هُنَا كَفَرَ الذي طَلَبَ
الخُلُودَا"
لَعَلَّ الذَّنْبَ أَنِّي قُلْتُ"
تُونِسْ"
تُبَاعُ اليَوْمَ أَوْرَاقًا وَعُودَا
وَعَلَّ الذَّنْبَ أنْ في القَلْبِ قُدْسًا
وَبَغْدَادًا وَشَامًا لَنْ تَحِيدَا
وَأَنِّي ابْنُ العُرُوبَةِ لَيْتَ شِعْرِي
وَخَلْفِي لَوْعَةٌ بَكَتِ القَصِيدَا