جمهورٌ كبيرٌ من الموتى..
محمد حبشي
من مقصورةٍ زجاجية أعلى الحائط..
يشاهدنا كل مساء
جمهورٌ كبيرٌ من الموتى..
لا يكف حين نخلع ملابسنا عن التصفيق..
ثم يبدأ الهتاف..
حين نشعل في أنفسنا الحرائق..
ونجدلُ حبالَ شهوتنا..
ونحيلُ السريرَ إلى حلبةِ مصارعة..
لا يزعجنا طوال الليل غير هذا السقف المراهق..
الذي يمارس الاستمناء أثناء النزال..
ويغرقنا كلما بال عليه السطح..
أو استمرت السماء
في البكاء..
وتلك الشموع
التي يهتز لهيبها بشدة عند تثبيت الأكتاف..
وتصرخ قبل الرعشة الثالثة..
كي لا نكتفي بالعناق..
ونستسلم للهزيمة..
وتدعونا لتجربة أوضاع جديدة..
تناسب ظلين
في مقتبل العقد السادس من الوهم..
قد أنهكهما السجود..
والبحث عن لقمة العيش..
وذاك الحصان الأبيض
الذي تمتطيه منذ سنوات عروسة حلاوة..
أعجبت في أحد الموالد
بعضوه الذكري..
فاتخذ من أحد الأرفف الخشبية
مضماراً للخيل..
يمارس فيه العدو خلف قطعة من السكر
سرقها - على حين غرة - منه النمل..
فيوقظ صهيله الجيران..
وطفلان يلعبان بالغرفة المجاورة
مع الملائكة..
فتقص عليهما في الحلم..
حكاية الكاميرا التي تشبه قطعة السكر..
وغرفة النوم التي صارت كملاعب الاسكواش..
وعروسة المولد التي أوقعت
في حبها الحصان..
وجَنَّدَها الملك..
كي تنقل له أسرار الرعية..
لكن الملائكة لم تقص
حكاية الظل الذي فَرَّ من صاحبه..
واشترى فرشاةً وفأس..
ليرسمَ بسمة على وجه الصباح..
ويزرع حلماً
في رحم الوطن..
واحتفظت بها للغد..
محمد حبشي/( 15-3 - 2020 ) — 3:30 صباحا..
مصر..