وحيدا على رصيف "لوليتا" الحلوة
هيثم الأمين
.
.
وحيدا على رصيف "لوليتا" الحلوة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنتِ لستِ في مطبخك الصّغير !
لم تكوني في البهو
و لستِ من فتح لي الباب !
في المطبخ،
كان الرّاديو يبثّ صمتهُ على موجة طولها تنورتك
القصيرة
و لم يكن يغنّي لـ "لوليتا الحلوة" !
الثلّاجة
كانت ترتدي بردها الطّويل
و لا تعد الموقد بحكايات القِدر و أنفاسك
و إبريق الشّاي
مازال يحاول اقناع كوبك المفضّل
بأن يسمح له أنّ يقبّله حيث موضع شفتيك
و يفسّر له أنّ الأمر لا علاقة له بالشّذوذ
الجنسي !!
في الحمّام
سألتني الشّراشف الصّغيرة... عنكِ !
فرشاتك و معجون الأسنان
كانا يتشاجران
مع المرآة التي ادّعت أنّ عريك كان لذيذا جدّا،
آخر مرّة،
و أنّك، على الأرجح، ستغيبين
لفترة لا تقلّ عمّا يحتاجه رجل شرقيّ ليسقط في
الاشتياق !
أمّا منشفك الكبير
فقد كان يعاني نقصا حادّا في ياسمين جسدك
المبلول !
أنتِ لستِ في غرفة نومك، أيضا !
عطرك لم يكن هناك !
المرآة،
التي ابتسمت، في وجهي، ابتسامة حزينة، على غير
عادتها
تنهّدت بعمق
و هي تتلصّص على سريرك الفارغ منك و المرتّب
الذي كان يبحث في "جوجل"
عن وصفة عشبيّة ضدّ الاكتئاب أو عن عطر يحمل
نكهة أنوثتك !
و كرسيّك الخشبي
كان يراقب الشّارع، من وراء النافذة
و يشتم، ببذاءة، الطّريق الذي لا يعدُهُ
بوجهك...
كان غاضبا جدّا،
و هو يمسك معصمي،
مقبض باب غرفة نومك
و دون أن ينتبه لوجهي المغلق
سألني: أين تركت "لوليتا الحلوة"؟ !!
في الصّالون،
لم يتغيّر شيء، تقريبا !
وحدها وجدَتُكِ
كانت تجلس على أريكتك المفضّلة،
تشاهد حلقة جديدة من مسلسلك المفضّل
و تدوّن كلّ أحداثها
لتسردها عليك حين تعودين...
و أنا،
ككلّ الأطفال اللّقطاء،
كنتُ أداعب، بأصابع ذاكرتي، حلمي المنتصب
و أغفو،
مزدحما بك،
على رصيف المسافات...