جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك


النهرالاحمر   !!!

علاء الدين هدهد

فى بلدة تقع على مرمى حجر من انتقام الجبار  ....اسمها *  شمس *

كانت وقائع الاحداث ....

كان الرجل عاديا جدا فى طبيعته المتسامحة ...يحب كل الناس وهم ايضا يحبونه ...رب اسرة مكونة منه وزوجته وخمسة اطفال ...اكبرهم له من العمر عشرة سنوات واصغرهم ما زال رضيعا لم يكمل عامه الاول ....

العيب الوحيد الذى ظل لصيقا به كظله اينما حل واينما سكن و عرفه الجميع عنه ....انه سلبى جبان ...!!!

لا شأن له بما يدور من حوله ....لا علاقة له بالامور السياسية ....لا يتدخل فى شأن لا علاقة له به ......واذا ما انتقده احد كان يردد دائما :

لدى من الصغار خمسة اريد حفظهم ........

اشتعلت شرارة الانتفاضة والاعتراض على مايلقاه اهل البلدة من ظلم وقهر واذلال واستبداد وبطش من ولاة الامر ....

صارت الاصوات تطوف الشوارع هاتفة بسقوط الظلم ......وقبع هو فى منزله يضم صغاره حوله داعيا الله ان يحفظ اهله وبلدته من كل شر ..

الايام تمر والاصوات تتعالى ....بدأت القتلى تتساقط الواحد تلو الاخر..

الطرقات تعج بالجثث ....كلاب السلطة تنهش لحوم من يهتف مناديا بسقوط نظامها ....وما زالت الهتافات لا تتوقف ......كالنيران فى حطب جاف ....امتدت الهتافات تجوب القرى المجاورة  ....الصدور العارية تواجة رصاص الآمر الناهى ......تقبل على الموت صارخة بالحرية وباسمة للشهادة .....تتزايد اعداد القتلى ....الدماء تغطى الطرقات ....وهو مازال فى بيته يتابع مايحدث عبر التلفاز ويبكى لما آل اليه الامر .....

دعاه كل من حوله لمشاركتهم ثورتهم ....ورد بالبكاء خجلا ...دعونى لابنائى فليس لهم من احد غيرى ......

ظنت الكلاب انها قادرة على انهاء الثورة ....ظنت انها بقتلها الكثيرين سيخاف الباقون ......ماعلموا ان نداء الحرية اقوى واعلى من صوت الرصاصات .....رفعوا تقريرهم الى كبير الكلاب ......نبح وزمجر وقال اذا كان صوت الرصاص لم يعد يجدى فليكن دوى المدافع والدبابات ....

وكان صباحا ............جموع الاسود تطوف شوارع البلدة والقرى المجاورة ...تطلق قنابلها ومدافعها ودانات دباباتها على الجميع ....المنازل تهدم على من فيها احياءا ......فرق الاسود تعيث فى البيوت فسادا تستبيح كل شىء....

.....المال ان وجد والعرض والشرف والحياة كذلك ....تتعقب اصوات الحرية من شارع الى آخر .....والاصوات مازالت تهتف تتحدى الموت .....

اصابت دانة دبابة المنزل الذى يلاصق منزله .....مات كل من فيه .....

شله الرعب هو وزوجته وصغاره .....لم يعد المنزل آمنا كما كان يحسب ..

قرر الرحيل الى بلدة بعيدة ....نعم هذا هو الحل الوحيد ....حزم امره وحزم ما يهمه جامعا صغاره وخرج بهم ليلا يبغى ترك البلدة ....

 يمسك طفلا بكل يد والكبير يسير امامه .......اما الصغير فبيد زوجته وعلى صدرها الرضيع يبكى .......من شارع الى اخر كان يتعثر فى جثث من ألقى بهم الى الطرقات ....قدماه كادتا تذلان  اكثر من مرة وهما تخوضان فى الدماء اللزجة ....

لا حول ولا قوة الا بالله .....نطق بها ونبرة الحزن تخالط صوته ....

امسكوا بهذا الحقير ....

انطلق الصوت الجهورى من احد زوايا الشارع المظلمة  .....توقف الرجل مذعورا يتلفت حوله ...فى لحظات كانت مجموعة من اسود النظام تحيط به واسرته .....الاطفال تصرخ .....زوجته تبكى ....هو يستجدى ويقسم انه ليس ضد النظام ......الصفعات تنال الجميع بلا استثناء ....كل رجلين يكبلان واحد من الاسرة التعيسة .....الانفاس الكريهة تلفح وجوههم ..يتقدم كبيرهم بوجهه الفظ ......يسبه بافظع الكلمات ....يبكى الرجل ..لا شأن لى بما يحدث ......يرد قائدهم بل انت منهم ...انت ضد قائدنا وزعيمنا ... ينفى صارخا قاسما ...لا يصدقه احد ......كنت تقول لا حول ولا قوة الا بالله  ؟؟؟  ......نظر اليه الرجل متسائلا .....  قل ....لا حول ولا قوة الا بقائدنا العزيز المفدى ....

وقعت الكلمات على سمعه كالصاعقة ....يهز راسه غير مصدق لما يراه او يسمعه .....يصرخ فيه ذو الوجه المقيت .....اتعترض يا حسالة البشر ؟؟

.....ينتبه على الجملة ....لا ...لا ...انا لم اقصد ...انا لم اعترض  ......

الضربات تتلاحق عليه والركلات تعيث فى جسده ....صرخات الاطفال تتعالى .....اللطمات على الوجوه .....الزوجة تكمم فمها وتشل ذراعاه بقبضات من فولاذ .....

مزقوا ملابس هذه الحقيرة .....هكذا صاح قائد المجموعة .....

صرخ الرجل باكيا ...ارجوكم ....اتوسل اليكم ......لاااااا   ...لااااااااااا  .؟...

شرع الاسود الشجعان يمزقون ثياب المرأة الباكية وصراخها المكتوم يمزق  قلب زوجها ....تحاول التملص من قبضاتهم التى تنهش جسدها ...

يضحكون فى فجر وتجبر .....الاطفال تصرخ باكية .....أمى ....أمى .....

صرخ الرجل .....سأفعل ما تريدون ...اى شىء .....اى شىء .....فقط دعونا .......قهقها الرجل الضخم واقترب منه ....كان احد الرجال يقيد ذراعيه خلف ظهره .....امسكه  الضخم من شعره بعنف ورفع راسه اليه..

قائلا : اسجد لقائدنا المفدى ....وسبح باسمه ....نظر الرجل من خلال دموعه الى زوجته المقيدة على الارض مستمعا الى نحيبها المكتوم ونظر الاسود الشجعان من حولها ينتظرون لحظة البدأ ....ومن ذل الانكسار نطق : افعل ...

تركه الرجل الذى كان يقيده .....اخرج قائدالمجموعة من جيبه صورة لزعيم الاسود ووضعها على صخرة عالية واشار الى الرجل وهو يضحك ......حاول الرجل  الوقوف فلم يستطع مما ناله من ضرب مبرح .....دموعه تنهال على خديه .....تطوف بذاكرته سنوات عمره ووصف جيرانه له ...بكى ندما .....هوى الى الارض ساجد امام الصورة ......صرخ عليه الضخم ...سبح باسم الزعيم المفدى ........البكاء يخنقه ....الرعشة تتملك منه ولسانه ثقيل فى فمه ..شفتاه تتلعثمان ....س ب ح ا ن  ....ز عيم نا ...المفدى .

قهقه الجميع منتصرين .....واذا بقائدهم يأمر ...لتبدأ الحفلة الان .....

رفع الرجل راسه من الارض مذهولا ليرى الرجال تعرى زوجته وتستبيح جسدها وسط محاولاتها المقاومة بلا جدوى ....حاول الجرى اليها فضربه الاخرون ...

....قال قائدهم لا تقتلوه ....دعوه يشاهد كل شىء ....

كان البعض منهمك فى اغتصاب المرأة المقيدة ...فى حين شرع الاخرون بلا ادنى رحمة فى ذبح الاطفال الخمسة امام نظر ابيهم الواجم بصره والمشلولة حركته والخارس صوته ......حتى الرضيع تم نحره لتجرى الدماء الزكية الطاهرة نهرا يغرق قدمى الاب المذهول ......

.................................... تمت ...............................

قصة قصيرة بقلمى / علاء الدين هدهد



***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *