دور الإنتخابات في تثقيف الشعوب ودور الثقافة.....
العقيد بن دحو
يظهر من الأدلة التاريخية أن
الإنتخابات عموما قائمة على أساس فكرة ’ ان لم تكن عدة افكار , اذا ما اعتبرنا
الشعوب قائم على عدة سوسيولوجيات.
ان جغرافية الدولة الإنتخابية ومن
خلال الخريطة السياسية البشرية المالية و المادية ةنت خلال ترسانة القوانين , تلك
القوانين التي من المفروض ـن تدافع على الديمقراطية حضارة وحرية ومساواة.
و لأن لا يمكن فصل العمليتين -
الثقافة و العملية الإنتخابية على طرقين متلازمين - في حدود انتشار التسامح و
السلم , يكن غايتها مدخلاتها , متفاعلاتها , مخرجاتها , و أثرها الرجعي أنسنة
الحكم , و الإسمان بسلطان الأغلبية المطلق الإنتخابي , دون تهميش الطرف الأخر
الأقلية المعارضة وضمان حرية النقد عموما.
بحيث يتيح كل عمل / او فعل انتخابي ديمقراطي مجال الإختيار أمام الناخبين , ولا يسهم بذلك في تأمين حرية الشعب فحسب بل تثقيفه ايضا. وغالبا ما تكشف العملية الديمقراطية , بسبب حرية النقد , المرشح المنافق الكاذب غير المخلص , و المزاعم غير الصحيحة أمام الناخبين , مع العلم أن جميع الحملات الإنتخابية لا تجري بصدق و جد , و أن المواضيع تعرض بأنصاف , أو أن مناقشاتها تجري الى استنادا الى الحقائق و المنطق. ولكن معظم الناخبين ليسوا أغبياء ولا يمكن تغافلهم أو تجاهلهم أو تهميشهم , فهم ينجحون غالبا في كشف الخداع. إلا أن الإختيار الأهم للسياسي ليس في ما يقول , خلال الحملة الإنتخابية , بل في ما يفعل خلال توليه المنصب. وعندما يسعى رجل الى اعادة انتخابه , يكون لديه سجل أو ارشيف سياسي يحاكم بموجبه. و سيواصل منافسوه انتقاده , و يستطيع الناخبون بعد ذلك أن يختاروا على أساس وقائع اضافية.
كان هذا ما يجب أن يكون , لكن علمتنا
الحضارة الديمقراطية , أن الديمقراطية لم تكن يوما و في مجرى التاريخ , بقدر ما
تمر عليه اليوم من أزمات ومن تسابق وحشي ألا انساني على جميع المحاور السياسية
الإقتصادية الإجتماعية الثقافية الأمنية والعسكرية.
لذا تتدخل الثقافة في اتجاه عكسي
مقاوم مدافع و كإنقاذ , على اعتبار الثقافة : ما يجب أن نتعلمه بعد أن نتعلم كل
شيئ. ولذا نجد ابان الحملة الإنتخابية و حتى الى أيان الإنتخابات يكون الجميع
معنيا ( بالحدث) و (الأثر الذي يخلفه الحدث) , حتى اذا ما حاء الصمت الإنتخابي
وافرزت عما فيها , عاد كل مواطن الى شأنه الخاص ليلامس و يسامت وضعه الخاص
الإجتماعي البائس الثقيل , ولا سيما اذا وضعه الإقتصادي صفرا أو قريب من الصفر أو
ما دون الصفر , لينكفئ على نفسه منكبا على وجهه.
بالحقيقة الإنتخابات لم تضيف للمواطن
شيئا , كل ما قامت به قامت بدور المخدر
, وجعلت السياسة اكسيره اليومي تكفيرا
وتطهيرا أو نوعا من أنواع cathersis او كما ورد في علم النفس الإكلينيكي
السوسيولوجي.
كان للثقافة دروها الحضاري , رغم أن
المصطلح حديث بالنسبة للديمقراطية السياسية التي كانت بالبدء ديمقراطية محاكاة ,
تقليدا اغريقيا , وتقليدا رومانيا بجل روائع الفكر الكلاسيكي المحلمي الشعري و
الدرامي بشقيه الكوميدي و التراجيدي , المأسوي و الملهاتي.
تزدهر الثقافة ولا سيما عندما تعمد
الدولة على فتح قاعات السينما والمسارع , وقاعات دور الثقافة , وجميع فضاءات
المرفق العام.
هذا بدوره فعل ايجابي , وبالتالي
المواطن تكون له فرصة ليصطاد عصفورين بحجر واحد الثقافة و السياسة عن طريق حدث
الحملة الإنتخابية.
وعليه يصير ما يميز السياسة يميز
الثقافة , حين يمنح الإنتخاب اجمالا أخلقة الفعل السياسي , التي مسته العديد من
الأسادي السياسوية و أشباه المثقفين المقربين و الموالاة !.
جميل جدا اليوم أن نجد الإنتخابات
مقرونة بتثقيف الشعوب , و الأجمل أن تستغل بدورها الثقافة , وتنتهز الفرصة و تأخذ
دورها الطبيعي بالعرق والبيئة و التاريخ ( تين) , أو انسان تراب زمن ( مالك بن
نبي).
لذا كان من المفروض عندما تنتهي
الإنتخابي , ويعود كل ذو عود الى فرعه , وكل ذو فرع الى غصنه , وكل ذون غصن الى
أيكه , تظل الشجرة جزءا من الطبيعة تذكر بالحياة و الفن معا , اذ الفن سابق عن
الحياة.
تبقى الثقافة , بعد أن يعتلي من
يعتلي , وبعد أن يخسر من يخسر , وبعد أن يعود المواطن وبطاقته الإنتخابية الى صوته
والى بيته والى حقله , يفكر من جديد في نفسه , محولا الصوت الى كلمة , والكلمة
التطهير , الى فكرة تغيير , والتغيير الى تطور.
بالحقيقة - وبعيدا عن الديماغوجية -
لا أحد خاسرا , لا الإنتخابات بحد ذاتها , ولا المواطن , ولا المترشح مادام الجميع
تعلم من جديد من جديد ما كان يجب أن يتعلمه منذ مذة , لكن لأسباب تاريخية و
اجتماعية لا يستطيع الإقرار بذلك. بل كل واحد من الجماعة الإنتخابية السياسية كان
يتمنى ألآّ ينتهي العرض , كون المشاهد المتفرج على أحداث كان يوميا يتعرف على وجه
جديد المعادل الصوتي...... و البقية صمت كما قال ( هاملت) في نهاية عرض الكاتب
الدرامي الرومانسي تشكسبير.