روعات الأساطير الأغريقية تتجلي في عالمنا الخفي ..
أعداد وتقديم وصياغة /المؤرخ والشاعر طارق فريد ..
لم استطع ان انهي الجزء الأول من كتاب اساطير اغريقية 460 صفحة لأستاذنا وعالمنا د. عبد المعطي شعراوي قبل ان ادون اعجابي وملاحظتي عليه لان الاساطير لم تعد فنا روائيا خالصا فبعض الحقائق في حياتنا اليوم قد تصبح ذات يوم اسطورة !
فقد ظلت روعة الألياذة والأوديسا كنز
ثمين للكتاب والشعراء والأدباء الأغريق فكانوا ينهلون منها بعد ان اصبحت دستورا
للاغريق وهاديا لهم اضافة انها كانت مركزا للمعلومات التي يحتاجون اليها في مجال
علاقتهم بالالهه ولقد صور هوميروس علي سبيل المثال الأله زيوس الها عادلا رحيما
بشعبه منتقما للضغفاء وكذلك كانت الربة هيرا والاله ابوللو والربة ارتميس فقد
صورهم هوميروس في صورة نبيلة وفاضلة لذلك لا تندهش حين تعلم ان الالياذة والاوديسا
بمثابة السجل الرسمي لعقيدة الاغريق واساطيرهم حتى الان وقد لمست هذا عند زيارتي
لليونان في عام 1987 بمجرد دخولي لمطار أثينا العاصمة ..
ولكن هذه المكانه لهوميروس ولعراقة
بلاد الاغريق وشعبها لربما كان ايضا بسبب نجاح هوميروس في ملحمتيه لتصويره مرحلة
التحول من العصر الاسطوري الهمجي الي العصر الكلاسيكي المزدهر ...
وبعيدا عن الاراء والروايات التي
لاتنسب الالياذة والاوديسا الي هوميروس حيث يري البعض انها كانت عبارة عن اناشيد
مجمعة لغيره قام بنسقها وربط بين اجزائها وانشدها في حضرة الملوك والنبلاء فان
المحلمتان رائعتان بلا شك لدارسي ومحبي التاريخ وحضارة الاغريق التي اختلطت
وارتبطت بكافة العلوم الانسانية..
وقد صادفت متاعب جمه حين قمت بالبحث
عن افلام قصيرة تصور وتعرض الملحمتين حتى وفقت في هذا واني على استعداد ان اعرضها
على حضراتكم اذا طلب مني ذلك على اربعة اجزاء كل جزء يحتوي على عشر دقائق تقريبا
حتى تسمح لي ادارة الفيسبوك بعرضه على حضراتكم ..
اما الشاعر التعليمي هيسيودوس فيعد
المصدر النابض للاساطير الاغريقية التي صورت حكم الارستقراطية في بلاد الاغريق
فهذا الشاعر ذاق مر الفاقة وعاني من الظلم والفساد وتبقي قصيدتيه (الأعمال) و
(الأيام) من اهم مصادر الأساطير الأغريقية في العالم القديم والحديث وهي تتكون من
اربعة اجزاء يتناول في الجزء الاول منها قصصا عن الصراعات والخصومات ويشرح كيف نشأ
الشر بين البشر ثم يصف العصور الخمسة التي مر بها العالم وكيف ظل الشر يتزايد على
وجه الارض حتى اصبح الصراع من اجل الحياة شيئا لا مفر منه..
بعدها يدين هيسيودوس سياسة العنف
والظلم من خلال اسطورة الصقر والعندليب ثم يكافئ اهل الخير من الامة الذين يتصفون
بالعدل ويتعرض للعقاب الذي تفرضه السماء علي الامة التي مارست الظلم والعنف وفي
نهاية الجزء يختتم هيسودوس بمجموعة من الملاحظات حول الصناعة والسلوك القويم للفرد
بوجه عام ...
والحق ولا اخفي عليكم ولا ابالغ حين
قرأت هذه الروعات جاء في خاطري محنة كورونا في عالمنا اليوم ومظاهر الظلم والفساد
التي نعيشها الأن ...لكن من الأجدي ان ابتعد بكم عن هذا الأن..
اما في الجزء الثاني فيشرح لنا كيف
يستطيع المرء ان يتقي شر العوز والحاجة عن طريق الاهتمام بالصناعة وأعمال الزراعة
والتجارة في البر والبحر ... وحتى لا اطيل عليكم تبقي القصيدة في مجملها مجموعة
متباينة من الاساطير والملاحظات الاخلاقية والنصائح ..
واخيرا فلم يكن للدراما فقط نصبب في
مجال الابداع والشعر عند الاغريق بل كان هناك شعراء للكوميديا وشعراء للشعر
الغنائي ايضا مثل بنداروس والشعر التراجيدي مثل سوفوكليس الي جانب المؤرخون
والفلاسفة وادباء الاسكندرية ... والي ان التقي بكم مع ابو التاريخ هيرودوت انقل
لكم ارق تحياتي .. ( المؤرخ والشاعر طارق فربد .....)