محمد حمدي
..
طفل وجريدة
هناك كما هنا
طفل وجريدة و امرأة
الطفل لا يحسن القراءة
الجريدة بلا الوان
والمرأة لا تعرف الاتجاه
**
تقطع الرصيف
فيسّاقط حبات سمسم
تروح ...
تلملم نفسها في علبة من ضباب
وتجمع بعضها المتناثر ..
غيمة وكتاب
ثم تجيء..
قطرة...قطرة
ثم تروح
**
.الطفل يفتح الجريدة
يقرأ الصور يسأل جذع نخلة
على الرصيف
اين اختفت الالوان ؟
يقرأ مرة اخرى .
الاشجار مليئة بصدف الانتظار
وشوك الغياب على جسد الحجر ...
يخدش حزن المساء
**
هناك كما هنا
أنا.... كما ....أنا
وكما اِنتظر حقلنا غيمة لن تجيء
أنتظر طفلة من بكاء
**
أقول أحدث نفسي لها
لم يعد بيني وبينك
ذلك النجم الذي كنا ندللــه
ونرضعه الياسمين
لم يعد بيني وبينك
تلك الشهقة
التي كانت تهز العيون
كطفل الحنين
ولم نعد نناغي نوارة الاقحوان
في مهدها
في الربيع الحزين
وأصمت
وأمد لها يدي
فتسقط الروح في حجرها
**
قرأ الطفل الجريدة :
الاشجار مليئة بصدف الانتظار
قطرة قطرة ..
تسقط المرأة التي لا تعرف الاتجاه
هناك كما هنا
قأل يسأل جذع النخلة
أين اختفت الالوان ..؟!
....
وأغلقها