الاديب حيدر الشماع العراق.
قراءة في نص الشاعر علي الوائلي..
الصور المجازية ..والزمنية
خلجات الروح
كأس الصبر المترنح
بين جنبي الغواية
يصرخ ثائرا
يطلب العتق
بزوغ فجر شفيع
من أكف الليل
شارك طاغوت الذكريات
الهرب ليس مستحيلا
الااليك
والصباحات عاجزة
عن مسك ريشة الشمس
كيف لها الرسم
وكل لوحات الامل
غارقة بين الدمع والاه
ثورة الدخان
تقودها سجارة بائسة
تتحرق لعود ثقاب
طابور الشمعة الذائبة
شارف على الانقضاء
مازالت في روحي خلجات
تنزف شوقا
لصوت راود حلمي
( ان البشر يحسبون أنهم أحرار ولكنهم مرغمون
ومحددون ولكن توهما يدغدغ نرجسيتهم ويغذي كبريائهم،ان حريتهم تكمن في معرفة الحاجة
ووصولهم للفكرة التي تناسب علاقتهم بالعالم ،ليس أشد رقا من عبد يتوهم انه حر)
ان اللغة هي وسيلت التواصل المثلى للانسانية ،تتمثل في
أيجاد روابط انفعالية تتعدى وظيفتها الاجتماعية المحددة فتتجاوز الانشائية
والتقريرية الى لغة تعبيرية موحية تسعى لكشف الاحاسيس والانفعالات الكامنة في ذوات
الشاعر ومحاولة ايصالها الى المتلقي،فعندما تكون اللغة وايحائاتها واحالاتها في
توالد لاليأتي بمعان يجهلها الناس ولكن ليصور احاسيسهم وافكاره ويحصرها في زاوية
متفردة مثيرة دهشتهم وتفاعلهم في موضوعية بصيغة لاتنتهي في بناء موضوعي،(خلجات
الروح ،الصبر المترنح،بين الغواية حيث يعرف الحق ويعمل بخلافه ،واتباع الاهواء
والشبهات الى غير هدى )،فالالفاظ تومئ الى ماورائية المعنى في اثواب متعددة لكل
متلقي حسب ادراكه وبذلك تحيا وتتجدد ،فهذه اللغة تعتمد الوضوح تنطلق من وعي الشاعر
في نظرة شعورية وحالة ذهنية مركزة ،ولكنها تتخفى وراء انزياحات ومقاربات مايتطلب
الانغماس في الواقع الاني والذاتي مع محيط الذات القلقة حد الذوبان في الحس الشعري
بلغة رمزية مؤثرة وهذا قمة التجلي الروحي،
يصرخ ثائرا ،يطلب العتق من عبودية العالم وجبروته ،يحلم
في سفرتخيلي زمني (فجر شفيع ،من ضلام ليل وطاغوت )في مكامن متراكمة متكلسة تركت
ندوبا لاتمحى في النفس والذات الشاعرة حيث
بات الهرب مستحيلا والصباحات عاجزه عن مسك الشمس والزمن المتغير لرسم واقع مغاير
لهذا الواقع المرفوض ،في (ألم وخوف)الخوف من الموجودات ،والالم الذي هو الم نفسي
شعوري يأتي في مواقع الارتياب للنفس وردود أفعالها تجاه مواقف مثيرة ومحفزة تكشف
لحظات من التأمل الوهم المحيط بنا،ان حرية الاختيار ليست سوى وهم ،لان حريتنا ليست
سوى مظهر وسلوكنا تفسره مسارات أستلاب خاضعا لقوى لايمكن مواجهتها أو حتى معرفتها
أو صور لاواعية .
أن الانزياح كان مقصودا ومدروسا ليخدم هواجس دفينة ورؤى
لاشعورية وشعورية (كما وصفه جاكوبسن الانتظار الخائب أو خيبة الانتظار)،كذلك
استعمال الحذف والجرح الذي يعتمد الاخفاء والاستبعاد بغية تعدد الدلالات وليس
التحديد ،فالتحديد يحمل بذور انغلاق النص،(ان قدرة التحمل للذات النافدة في كاس
الصبر الذي جعل المرء يصرخ ثائرا ليطالب بحريته في ظرفية زمانية تهز اعماق النفس
ويصل الى قمة وجودها الروحي فيجعلها تترنح وعتقها من الاذلال المستمر حيث لابارقة
أمل جعلها غارقة في العجز والعزلة واليأس،كما أن الدلالة السيمأئية (يصرخ ثائرا
،ثورة الدخان التشرينية) كانت أملا لرسم وبلورة أفق واسع لفكر ورؤية تتجدد لرسم
خارطة لأعادة تكوين ،وترتيب الفوضى ويخترع جغرافيا لاتملكها الخرائط المتعارف
عليها في مواجهة أشباح الماضي والحاضر وأختراق باب سري للخروج من الزمن
المتباطئ(تقودها سجارة بائسة تطفئ لفترة محددة وتحتاج اعواد ثقاب لتوهجهها في
الوقت الذي تكون فيه طوابير الشباب الزاهر التي نذرت أنفسها وبذلت كل ماتملك حد
الاستشهاد ،ولاأكرم من الجود بالنفس ولكن بلاجدوى ،مازالت الروح ترفرف قلقا في خضم
الصراع عبر السفر التخيلي الزمني وكأن المكان تقلص لصالح الزمن الذي مازال يبحث عن
معنى مؤجل اختلط في الذات الشاعرة تنتظر لحظة أنفجار وتكسير بدل الشعور بالعزلة
والاحباط.
الاديب حيدر الشماع العراق.