لم أستطع أن أحب ولا حتى أن أنتقم ممن خذلوني.
نهىٰ م. سليم
لم أستطع أن أحب ولا حتى أن أنتقم ممن خذلوني.
لم أستطع أن أنجح ولا حتى أن أعيش أيامي المكررة بنصف بهجة, نصف شعور ونصف ادراك.
لم أستطع أن أكون امرأة لي أو حتى لك, تركت
الغواية لهن حيث تحب وتركتك.
..
لم أستطع فعل أي شيء أبدًا كما ينبغي له أن
يكون, لأنني لم أجرؤ يومًا على أن أكون أنا.
كنت إنسانة ولكن من أية درجة لا أعرف.
..
قدمت الحب, قدمت الكثير من الحب ولم أُسعد به
لأنني اكتشفت أن العطاء الذى ينتظر المقابل له ما هو إلا جحيم لصاحبه, لأنني اكتشفت أن أغلب الذين نقدم لهم الحب على
ورق سولفان المقابل بالنسبة لهم مجرد جحود ونكران, لأنني اكتشفت أن لذاتي علي حق
وأنا لم أستطع حتى أن أمنح ذاتي حقها الكامل في أن تنهار حين تختنق ويختنق بها
الكلام إلى أن يختنق بها الصمت أيضًا والوجود كله بوهن عجيب وها أنا لم أستطع حتى
العيش في هذا الجحيم, لأنني كنت أرتحل من جحيم لآخر, دون أن أشعر أو أشعر لا يهم,
كنت أنتحر, انتحار لا حد له.
..
وانتظرته يأتي ولكنه لم يأتِ ككل شيء.
"الرقص" كان يزورني كل لحظة, كل ساعة,
كل ليلة, كراحة لا وجود لها إلا في خيالي, حتى الرقص اتخذته أداة للنسيان, للهروب
وللبكاء على امرأة تخشبت روحها كما تخشبت قدماها, حتى وسيلتي الوحيدة للترفيه شقيت
بها.
..
وانتظرته يأتي ولكنه لم يأتِ ككل شيء سوى
الإيمان.
لم يكن أمامي سوى أن أؤمن, وآمنت بالفعل, آمنت
بأنني هشة جدًا.
لم يكن هذا هو الإيمان الذى أريده _بل أحتاجه_
فلقد سئمت فكرة أن أريد شيئًا.
..
إذن,
لم يبقَ أمامي سوى أن أواجه اللحظة التى باعدت
بيني وبينها قدر استطاعتي رغم يقيني بأنها آتية آتية.
..
وجلست أنا وأنا,,
واحدة لا تقدر حتى على رفع رأسها تشمئز من ضعفها
وواحدة كان يكفيها أن تبتسم لي لأطمئن واحكي.
..
وأخيرًا اكتشفت أن الذى كاد يدمرني أنني لطالما
ابتسمت لي خوفًا وقيدًا, تحركت في كل الاتجاهات إلا في اتجاهي, حين اعتقدت أنني
معي كنت أتعسني, حين صدقت أن أحدًا ليس معي غيري كنت أفقدني.
..
يقولون نصف المشكلة يحل حين ندرك السبب وأنا
الآن أدرك الأسباب كلها, لا ينقصني سوى أن أتحرك, هذي المرة في اتجاهي ولا أريد أن
أسأل ولكن بماذا أبدأ أولًا, هذي المرة سأتحرك أولًا حتى تأتي اللحظة التى أجلس
فيها أنا والدنيا في مواجهة وكل منا يرحب بالآخر.
..
لن أكون أنا من يهزمها أحد أو الأيام لمجرد لين
قلبها ولن تكون حقيقتي الهشة مأساتي بعد الآن.
---------------------------