الميلاد الأول في الغياب
منصور جغيمان
..
الميلاد الأول في الغياب
هذه عادة الغياب
يضفي القيمة
على ما لا قيمة له
و ينصب
لأشيائنا الثمينة تماثيل
يرصها في المساحات
التي يفرغها النسيان لنفسه
في دواليب حسرتنا
لا أذكر آخر مرةٍ قلت : يا حبيبتي
أذكر أن حشرجةً نبتت مكان النداء
كبرت حتى صارت عوسجة
و كلما أردت أن أقول
يا حبيبتي
نخز حلقي شوكٌ كثير
أتكئ على كلامٍ يريد أن ينقض
محملقاً في اسمكِ
بينما يكنس يائسا
صوتي حجرةً حجرة
يرفع الأقمشة البيضاء عن العتاب المغطى
و ينفض الغبار العالق في سقف البحة
يفتح النوافذ للاستعارات
و يرش رائحتكِ في الزوايا الصامتة
هذه عادة العتمة
تورطنا دائما
في الأباجورة المكسورة
في الشمعة المطفأة
في الرماد الذي في المواقد
أتطلع حولي و لا أراني
الضباب كافٍ
لحجب الرؤية في مجرة
و أنا لولا هذا الضباب
لولا هذه الحشرجة
لقلت : كل عام و أنا أحبكِ
***********************
***********************