سلطة الإعلامي و سلطة المثقف
العقيد بن دحو
في اطار الندوة الولائية التي نظمها فصبل طلابي بجامعة ولاية أدرار , واحتضن الملتقى المكتبة العمومية للمطالعة حضرت الملتقى , كما حضرها و أطر فعالياتها العديد من الطلبة غصّت بهم قاعة المحاضرات , كما حضرعا عدة اطر وكوادر من داخل الولاية وخارجها.
ةلة أن الإشكال الذي نوقش بالمنتدى كلاسيكسا إلا
أنه لا يزال يعيد نفسه في كل مرة عاد فيه الإعلام الى طرح الجدال صناعة الرأي
العام من الكلاسيكية الى الحديث أة الى يومنا المعاصر.
ولو أن البون و الفرق شاسع وواسع بين
ما هو كلاسيكي نمطي و حديث و ما بعد
الحداثة , إذ ثورة المعلوماتية قادت الفعل الإعلامي من مجرد حلم , وكلمة الى فكرة
و الفكرة الى فعل وفعالية وتفاعلية , قادت الحدث الإعلامي من حدث نمطي صناعة او
وجودا الى ما بعد الحدث و الى الأثر الذي يخلفه الحدث , ومن الكلمة التي كانت
بالبدء الى الصورة , تلك الصورة المعادل الصوتي الحديث بألف صوت. الصورة الرقمية
الديجاتلية التي تسافر قبل أن يرتد طرف المراسل و المرسل. اذ التقنية الذكية لعبت
دورا خطيرا في صناعة الوعي الجمعي لأي جماعة من الجماعة.
بالأصل وجدت الإشكال أن الطلبة و حتى بعض من
المنظرين لم يدركوا بعد العالم تغيّر ,دون رجعة , ولم يترك لأحد كان أن يفسر
لنا ثوابت ومتحركات حسب اهوائه وميولاته
ورغباته , لا الوطنية ولا القومية ولا شيئ مما كانت تقسم الديماغوجية و البربجندا
الدعائية , التي لا تخدم اعلام المواطن و انما اعلام السيد.
من جهة أخرى من حق الحكومة أن تشيّد صرح اعلامها
المؤيد و أن يخدم بربجنداتها , كما يحق للمعارضة ذلك.
الإشكال الحقيقي و المطروح بحدة أن أجهزة
الإعلام الثقيلة كالراديو والتلفزيون هي اليوم في أزمة , واعتقد أن التعريفات و
حتى الحقوق الواجبات و الضمير المهني و اخلاقيات المهنة اليوم في ظل العولمة وثورة
وتطور المعلومات قد تغير اليوم ’ و على المنظرين الإعلاميين أن يعودوا حسابهم من
جديد وسوكبوتا العصر بأفكار حديثة تهز الخلق من ديباجة الإعلام الستاتيكية.
الإشكال
الحقيقي أن هؤلاء الطلبة الذين حضروا المنتدى لم يدركوا بعد بأن لهم سلطة و لو
أنها معنوية تسمى اصطلاحا السلطة الرابعة , فكيف لصاحب سلطة يحتفي تحت جلباب او
معطف سلطة سياسية أو أيا كانت هذه السلطة (.....)
ثالثا / لم يكونوا الصحافيين مشروع قتل او
استشهاد حتى ان كان واقعا مرا ابان تسعينيات العشرية السوداء أو المأساة الوطنية.
جميع الوظائف مشروع اشتشهاد , لذا هو كا نوا مشروع
أمل ور جاء , فالشجرة التي قطعت افصانها ويبش جذعها فبإمكان خرعبها من أول رطوبة
الأرض حتى تنعش الشجرة وتصلها الحياة مع
نزغها الكامل والناقص الى ارجاء اطرافها , بل تصبح مصدر حياة لحيواة أخرى وجميلة
ايضا وفنية تحسن الوجود.
لم يدرك هؤلاء الطلبة ابضا المساكين الذين كانوا
يصفقون لكل شيئ , والذين كرموا كل واحد أن المثقف أيضا سلطة تسمى عالميا ( mana) و منها جاءت فكرة ( manalisme
) أي صوة الشيئ , فأنظر يا ترى لو صار رجل الإعلامي مثقفا ويملك السلطتين معا.
في الأخير دعنا نقر أن الإعلام الثقيل (الإذاعة
والتلفزيون) اللذين طالما ادهشنا و اذهلنا واستولى على خواطرنا سنينا طوال , وادلج
منا ما ادلج , وخدر منا ما خدر هو اليوم يعيش أحلك أيامه أو ازمته , ومع التنافس
الشديد للإعلام الحديث هو اليوم يتراجع امام شبكات التواصل الإجتماعي و بأفل تكلفة
التي صارت عولمية كوكبية.
جميل أن نحضر مثل هكذا منتديات لكن الأجمل أن
نغير من سلوكاتنا و أساليبنا و فلسفاتنا و تصوراتنا العالمية الحديثة , بعيد عن
تلك العادات الموروثة الفلكلورية الكرتونية الورقية التي أخرتنا وشدتنا شنينا طوال
الى ما وراء الوراء.
بعيد ا عن الأطناب و لغة الخشب , وعن تلك
التكريمات التي أكل الدهر عليها وشرب , لا بد أن نسمي الأسماء بمسمياتها ,
فالوطنية و الوقومية التي كانت تتغذى فقط بالمدح قد ولى أمرها , ووحده النقد , و
نقد النقد الثقافي و الإعلامي هو من يجعلنا نتقدم بين الشعوب و الأمم , و إلا سنظل
نراوح فاصلتي زمننا زمكاننا , اذا جاء الزائر والضيف و اكرمناه وطفنا به السوق و
العادات والتقاليد والتراث , وتركناه يعود كما ولدته أمه , كونه خبرا مقدسا لا يجب
المساس به او هو القانون ذاته.
جميل أن تنفتح الجامعة على مثل هكذا محيط , وان
تستضيف الطاقات المحلية جنبا الى جنب الطاقات الوطنية وحتى الأجنبية , لكن الأجمل
ان تشير الى ( الثقافة) هذه القيمة المبعدة من جميع الحقول المعرفية والعلمية ,
وهي التي انقذت ( الصحافة المكتوبة) القرن الثامن عشر.
اعتقد الرهان الأكبر اليوم ايضا بالرجوع الى
الثقافة مجددا بالإعلام الثقيل لإنقاذ الإذاعة والتفلزيون. فمتى يصعد الجمهور الى
التلفزيون , و التلفزيون ينزل الى الجمهور وتمة المشكلة !؟