الأربعون الرمضانية
أبو المعالي الظاهري
الحمد لله وبعد ، هذه أرجوزة أربعينية في استقبال المسلم شهر رمضان وما يجب عليه فيه ، والله تعالى المعين ..
يا من يريدُ الخيرَ والأجورَا ..
ويبتغي أن يطمسَ الديجوُرا
إذا أتى شهر الصيامِ مُقْبِلا
هيِّئ
له مُحَضِّرا مًستَقبِلا
ادعُ الإله أن تكون مُدرِكا
شهرَ الصيامِ تائبََا مُستدرِكَا
وادعُ بنُجحِ السعي للعبادَه
والخير والتقى وللزهادَه
حقِّق أخي مقاصدَ الصيامِ
معرفةََ بالعلمِ للمرامِ
وحصلّ العلم الذي قد أوجبَا
ربُّ العباد والذي قد نُدبا
من واجب العلمِ منَ الأحكامِ
ضرورةََ في الفقهِ للصيامِ
ولتعرفِ المسنونَ عن خير الورى
لكي تكونَ عابدا مستبصرا
واقدح زنادَ همةِِ العقولِ
بالفضلِ للشهرِ من المنقولِ
فلتعنِ بفضل هذا الفضلِ
لتعبدَ الله بعزمِ الفحلِ
ولتعتنِ بالنصِّ والآثارِ
وما أتى في البابِ من أخبارٍِ
وطالعِ المرويَّ عن أحبارِ
مما يثيرُ العزمَ كالكبارِ
نصيحتي لطائفَ المعارفِ
فكن به محتفيا كالعارفِ
واعزمْ على التجريدِ والإنابه
بتوبةِِ تهدي إلى الإصابه
فتب بمحض القلبِ للتوابِ
يفتحْ لك الموصودَ من أبوابِ
وإن تكنْ يداكَ في المظالمِ
مغلولةََ ففكَّ قيدَ الظالمِ
وأرجعِ الحقوقَ والأعلاقا
حتى يكونَ وصلُكَ الخلّاقا
وروِّض النفسَ على اصطبارِ
مكارٍه النفوسِ باعتبارِ
وكن أخي على القرآن مقبلاَ
وضع له برنامجا مستقبَلا
وابدأ أخي بسنة التدريجِ
شيئا فشيئا دونما تحريجِ
واحرص على الدوامِ بالقليلِ
فإنها من سنةِ الخليلِ
واحرص على تدبّر المعاني
كي تفهم القولَ من الرحمنِ
واستصحبِ التفسيرَ باختصارِ
من غير إغراقٍٍ لدى الآثارِ
كمجمل التفسير لابن سعدي
لأنه لبَّ المعاني يهدي
فصل
ولتعتن بفقه أولى الأولى ..
كيلا
تكون عاثبا في الجُلّى
مثل الذي الذي يهتمّ بالمسنونِ
والفرضَ قد ألقاهٌ دُونَ الهونِ
فعظّمِ الفرْضَ وقدّمْ شأنَهُ
واعرفْ له مقامَهُ وكُنْهَهُ
ولتجتنبْ ما يفسدُ الصيامَا
وكل ما قد يوجبُ الملاما
ككثرة الكلامِ دون غايهْ
والسعي دون مقصدِ النهايه
ولتجنبْ في خُلطةِ الأنامِ
كثرتَها من غير ما زمامِ
واحرص على مجالسِ الأخيارٍ
والعلمِ والصدقِ من الأبرارٍ
وافصلْ أخي عن عادَةِِ عبادَه
كيلا
ترى الصيامَ مثلَ العادَهْ
واحرص على الدعاءِ بالأسحارٍ
كذلكَ الدعاءَ في الإفطارٍ
تحرَّ أيضا أن تكونَ داعيا
مظنَّةَ
استجابَةِِ تحرِّيا
وادعُ أخي بصالحِ الدعاءِ
لكمْ ولي وكلّ ذي ابتلاءِ
واستقبلِ الشهر الكريمَ فرِحا
وإن تكنْ على البلاء قرحا
فإن ذي مواسمُ هبتْ بها
رياح فضلِ رحمةََ من ربّها
واحذر أخي من زلة الإعجابِ
بالنفسِ أو بالفعلِ في ذا البابِ
حتى تسيرَ سيرةَ المدلّلِ
تمشي رويدا وتجي في الأولِ
والله ربي أسألُ الإخلاصا
الفضلَ والتوفيقَ والخلاصَا
تمت والحمد لله رب العالمين ..
إيقاظ = نصيحتي لطائفَ المعارفِ = لطائف المعارف فيما لمواسم العام من وظائف
للحافظ ابن رجب ، من خير ما يُقرأ في هذا الباب ..
أبو المعالي الظاهري