جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

شِعري مصطنعٌ 

 عامر الطيب


..

شِعري مصطنعٌ ،الدموع التي تجدونها

زائفة ، المنارات لا تشع، القطط لا تموء ،

الدكاكين لا تشغّل أحداً،

الشقق ليست للإقامة .

الأحجار ليست الأحجار التي تعبثون بها،

الطيور لن تحطَّ،

المقابر ليستْ ملأى بالجثث ،

الرجال طراز ساخر من البشر ،

النسوة السعيدات لسن حقيقيات

أما البلد الموحش فهو البلد الموحش نفسه

و ها أنا أسكنه وحدي آلاف المرات

ليبدو مألوفاً !

شاهدنا فيلماً عن رجل

يتجول في الشوارع بعباءة عتيقة

محاولاً

أن يبصر ألم الأماكن التي يتلمسها :

ألم الطريق في الخطوة الباكرة

ألم البحيرة في الأمنيات التي نجهلها

ألم القمر في الدموع التي لا يميز بينها

أما المصابيح فقد كانت ثمة مأساة ضائعة :

 تطلبَ منه الأمر أن يطفئها ليرى الألم !

أحببتُ بأفضل ما في حياتي

من أيام :

السبت حيث العطلة الغائمة

التي يجهل بها المرء

مسراته ،

الأربعاء حيث ذرفت أطهر دموعي

في صباي

و الإثنين إذ مشيت صوب الشاطئ

سعيداً و مقطوع الأنفاس ،

أما في الترحال و الحرب

فقد أحنيتُ الرأس

يائساً

و على رفاقي أن يخطروني إذا قامَ المسيحُ

لأرفع راسي !

جسدي مائي ، ملتو و متموج ،

صاف و عميق للغاية

حيث الغرائز اللانهائية

و الأوجاع.

الجثث و الأقدام و مصابيح الأشباح

القدامى .

يمكنك أن تدركي الآن

كم يصعب علي أن أهبكِ

المكان الذي يؤنسك دائماً

وقد بدا كل شيءٍ بعيداً 

عن يدي !

أنا الوحيد الممتلئ حيوية

بين أبناء جيلي ،

روحي هادئة و بكائي خفي

كصدأ الأجراس

لكن لاحِظوا

قد أعبرُ مكاناً دون أن أنتبه

ثم أعود

متعذراً بعد أن وصلتُ.

علي أن أخبركم بذلك لتسامحوني

لا أعرف،

 أنني أختار الكلمات التي تنظف أقدامي !

تسيرين وحيدة

في مدينة لم يعد بها أحد يعرفكِ،

مات عشاقك

و طوى الزمن تاريخ عائلتك

و الأطفال الذين يدفعهم الفضول

للتفرج عليك

ليسوا جادين تماماً.

رأيتك من بعيد

فحسبتك الطفلة ذاتها

التي تتقصد

أن تقف تحت المطر

المنهمر لكي تبكي!

المتع الأرضية ضئيلة

لكن ما الذي نفعله

وقد ولدنا هنا لنموت هنا؟

ينبغي أن

نحب مداركنا الصغيرة

و ندوبنا ،

أمسنا و غدنا و ليلتنا هذه

ينبغي كذلك

أن نبجل حبنا

كشبح قديم للغاية ،

ما شُوهد مرة خاطفةً

فقد شُوهد في المرة نفسها إلى الأبد!

حلمتُ أنني قد وصلتُ لجنازة أبي متأخراً

لوحتُ لجسده

من وراء الخشب

و بكيتُ بطمأنينة

من يذرف دموعه داخل القدح .

اختفى كل شيء

و استيقظتُ.

لكن أين سأمضي في تلك

الساعة التي

لم يمت بها

أحد لأحسبه أبي ؟

يقولون إن ربَّ أيّ شيء

في العالم

سيخلد كل جسد بشري

مع روحه نفسها

لتكون لهما الألفة في الأبدية أيضاً .

و شفقةً منه

على ما عشتُه كجريح في حياة

برية و مجهولة

سيفصل جسدي الآثم عن روحي!


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *