جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
عيسى مزوارنادي البيانSi Naceur Abdelhamid

مفكرون مجهولون : محند تازورت ، علي الحمامي وحمودة بن ساعي

 مفكرون مجهولون : محند تازورت ، علي الحمامي وحمودة بن ساعي

 مفكرون مجهولون : محند تازورت ، علي الحمامي وحمودة بن ساعي


ابتداء من الساعة العاشرة ، بقاعة المحاضرات بدار الثقافة أبي رأس الناصري ، وتحت إشراف مديرية الثقافة والفنون لولاية معسكر ، محاضرة تحت عنوان " مفكرون مجهولون : محند تازورت ، علي الحمامي وحمودة بن ساعي" قدمها الدكتور قادة بحيري ، أستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة جيلالي اليابس بسيدي بلعباس .

نشط هذا اللقاء الأستاذ علي دقاني ، المنسق العام لنادي البيان ، الذي حيا في مستهله السيدات والسادة الحضور وطلب منهم الترحم والدعاء بالرحمة والمغفرة لروح المجاهد الحاج المدني شريفي شقيق شاعر معسكر الكبير سليمان شريفي وأحد الشخصيات التي كانت تحضر أنشطة النادي ، الذي وفته المنية يوم الجمعة 2 أفريل 2021 و وري الثراء في نفس اليوم .ثم رحب بضيف اللقاء 92 وقدم سيرته الذاتية والعلمية على النحو التالي ، فهو :

_ من مواليد 08/ 12 / 1966.

_ حاصل على دكتوراه في الاقتصاد المالي حول موضوع موسوم ب "الزكاة ودورها في التنمية الاقتصادية : دراسة بعض الحالات". 

_ محافظ حسابات معتمد وخبير محاسب .

_ له مقالات في مجال الاقتصاد نشرت بأسبوعية الوطن الاقتصادي وفي مجلة المحاسب الصادرة عن منظمة المحاسبين الجزائريين .

_ له مساهمات في العديد من الملتقيات وكذا الأيام الدراسية .

_ له كتاب تحت عنوان " محطات اقتصادية حول الفكر الاقتصادي عند مالك بن نبي " صدر في طبعتين : الأولى سنة 2005 والثانية سنة 2018 عن دار الأصالة للنشر .

 بعدها ، قال : تتناول محاضرة اليوم عينة من المفكرين الجزائريين الذين طالهم النسيان و عانوا من التهميش في حياتهم ، ومن المضايقات التي وصلت إلى حد قطع مصدر رزقهم . وتساءل : لماذا حدث كل هذا؟ وما هي الأخطار التي تشكلها أفكارهم؟ وأضاف: هذا ما سيحدثنا عنه المحاضر من خلال العينات التي اختارها في مداخلته وأعطى الكلمة للدكتور قادة بحيري ، الذي حمد الله وصلى على نبييه وشكر المنشط على التقديم والسيد عبد الحميد سي ناصر الذي يتيح دائما فرصا للأساتذة للنقاش والحديث فيما بينهم ، وكذا الحضور من مثقفي ولاية معسكر . واستطرد: وددت أن أتقاسم معكم بعض الأفكار ومناقشتها حول مفكرين مجهولين وردت أسمائهم في عنوان المحاضرة ، مرتبين حسب سنوات ميلادهم :

أولا : محند تازورت (1893 _ 1973 )

ولد محند تازورت بمدينة عزازقة ولاية تيزي وزو سنة 1893 . تجنس بالجنسية الفرنسية سنة 1914 وأصبح اندماجيا . ألتحق بالمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة سنة 1911 وتخرج منها سنة 1913 التي تقابلها المدرسة العادية المخصصة للأهالي . وعين بمدينة ثنية الأحد للتدريس . وفي سنة 1914 تم تجنيده بالجيش الفرنسي كقناص . وشارك في الحرب العالمية الأولى ( 1914 _ 1918 ) ، حيث أصيب بجروح وأمضى سنتين في السجن الألماني حتى سنة 1916 أين تعلم اللغة الألمانية . بعد تبادل الأسرى ، وجد نفسه بسويسرا وتزوج بمدينة لوزان بفرنسية وأختار مواصلة دراسته باللغة الألمانية . فحصل على شهادتي البكالوريا والليسانس في نفس اللغة . قام بترجمة كتاب المفكر الألماني شبينغلر من اللغة الألمانية إلى الفرنسية "سقوط الغرب". لكن الأكاديمية الفرنسية فرضت عليه أن يضع فقط الحرف الأول من اسمه على مؤلفاته ، مما أدخل الاشمئزاز على نفسه . شارك بكتاباته في جرائد مختلفة وهي عبارة عن دراسات سسيولوجية . أول كتاب له كان : " المربون الاجتماعيون في ألمانيا " . كما ترجم للفيلسوف والمؤرخ الألماني بروكلمان ، من اللغة الألمانية إلى اللغة الفرنسية كتابه " تاريخ الشعوب الإسلامية " الذي يحتوي على 550 صفحة . وبذلك ، فقد أدخل بروكمان إلى فرنسا . في الخمسينيات من القرن الماضي كتب كتابا آخرا تحت عنوان " في مؤتمر المتحضرين " . تكلم فيه عن حوار خيال للحضارات : الهندية ، البوذية ، اليابانية ،المسيحية ، الإسلامية . كما ألف كتاب : " التاريخ السياسي لإفريقيا الشمالية " ، الذي ترجمه الكاتب الجزائري صادق سلام . قال فيه بأنه يجب إعادة النظر في كل ما كتب من طرف الغربيين، الذين إما أنهم لا يحبون الإسلام أو أنهم يجهلونه . وينبغي التحقق من كل ما كتبوه . وحاول في هذا الكتاب إعطاء نظرة خاصة حول التاريخ السياسي لشمال إفريقيا . وقارن المحاضر بين هذا الكتاب وما كتبه فرحات عباس " غدا يطلع النهار" .وكتب أيضا كتاب " جزائر الغد" الصادر عن دار النشر فرانس فانون ، الذي ظهر أول مرة سنة 1962 دون أن يذكر اسمه وإنما اسم المتوكل العباسي الذي كان له خارجات مع المعتزلة . وفي نفس المرحلة صدر كتاب آخر يحمل نفس العنوان للاقتصادي الفرنسي المعروف فرانسوا بيرو. تناول محند تازورت عدة مواضيع مثل : الدولة ، الديمقراطية ، الأحزاب السياسية . واعطى قراءة جديدة للقرآن الكريم والتعليم الذي قال عنه يجب أن يكون مجانا ودعا إلى إلغاء الامتحانات.

بعد أن ذكر المحاضر أهم مؤلفات محند تازورت، انتقل بالحديث عن تراجع هذا المفكر عن فكرة الاندماج التي آمن بها في بداية حياته ، مع تقدمه في السن واكتشافه مكائد المحتل الفرنسي . فقام بنقده وانتقل إلى المغرب حيث أصبح مستشارا للملك المغربي ومات هناك بمدينة طنجة سنة 1973 . وروى قصة زيارة عالم اللغة الجزائري الأستاذ رشيد بن عيسى له في نفس السنة التي توفي فيها ومقولته المشهورة " لا يأخذك الحياء بأنك مسلم ". كما نفى فكرة أن محند تازورت قد زار معظم مناطق العالم . وقال بأنه قضى جل حياته بفرنسا، وهذا ما قاله صهره جاك فورني ، زوج ابنته الصغرى ايزابال التي توفيت في سنوات السبعينات من القرن الماضي. فقد تزوج بفرنسية ولدت له بنتين وولد و ماتت سنة 1949 ، وأعاد الزواج من فرنسية أخرى .

ثانيا : علي الحمامي :

حول هذه الشخصية الثانية من المفكرين الجزائريين المجهولين ، التي تناولها د . قادة بحيري  في مداخلته ، قال بأن الكتابات حوله قد اختلفت ، فمنهم من ينسبه إلى المغرب ، ومنهم من يقول بأنه من منطقة عين الحمام بتيزي وزو . ولكن الكاتب عمار بلخوجة يذكر بأنه ولد سنة 1902 يتيارت. سافرت أسرته ، وهو لم يبلغ سن العشرين ، إلى بلاد الحجاز لأداء مناسك الحج ، وعند عودتها استقرت بمدينة الإسكندرية بمصر .ألتحق في سنة 1922 بالأمير عبد المالك ، الابن الأصغر للأمير عبد القادر وجاهد إلى جنبه المحتل الفرنسي بالمغرب . وشارك أيضا بقوة إلى جانب عبد الكريم الخطابي في ثورة الريف ضد الفرنسيين والأسبان. وفي سنة 1924 ذهب إلى فرنسا والتقى بثلة من المناضلين الجزائريين على رأسهم حاج علي عبد القادر الغليزاني ، الذي   أشاد به شيقيفارا  واعتبره رائد حرب العصابات ، والأمير خالد حفيد الأمير عبد القادر، الذي أرسله إلى موسكو في مهمة مع جماعة من الشبان الجزائريين ، وهناك التقى مع الزعيم الفيتنامي هوشي مين الذي تقاسم معه نفس الغرفة . وفي هذه السنة ، أنشأت فرنسا البوليس السري النفسي ، الذي كان كلما يتحرك المناضلون الجزائريون إلا تحرك معهم . وكان علي الحمامي واحدا منهم . ابتداء 1935 ، قام بجولات عبر البلدان الأوروبية ( ألمانيا وسويسرا ) . ولما ضيقت السلطات الفرنسية عليه الخناق ، التجأ إلى بلاد المشرق العربي . واستقر في الأخير بالعراق التي درس بجامعتها eleven سنة مادة التاريخ والجغرافيا . ومما ذكره المحاضر عن مضايقات فرنسا لعلي الحمامي، أنها منعت كل دولة يحل بها من استقباله . فقد بقي على ظهر باخرة بضائع 6 أشهر ولم ينزل منها إلا بعد تدخل شكيب أرسلان ، الذي تعرف عليه مع مفكرين عرب آخرين أثناء جولته في عدة بلدان عربية . وسنة 1947 يعود إلى القاهرة ويلتقي بصديقه القديم عبد الكريم الخطابي وبفرحات عباس ، الذي عينه سنة 1949 ليمثل الجزائر في مؤتمر اقتصادي بكراتشي بباكستان .وكان معه مجموعة من مناضلي بلدان المغرب العربي ، منهم التونسي الحبيب تامر و الطبيب المغربي أحمد بن عبود . وقد مثل القضية المغاربية أحسن تمثيل وتكلم عن القضية الجزائرية . وأدهش الكثير ممن حضروا هذا المؤتمر . كان يتكلم عدة لغات : الفرنسية ، الإيطالية ، الألمانية ، الروسية ... التي تعلمها من خلال أسفاره . وعند عودته ، تحطمت الطائرة التي كانت تحمله رفقة 23 شخص آخرين لقوا حتفهم جميعا يوم 12 / 12 / 1949 . حمل جثمانه إلى الجزائر وأقيمت له جنازة مهيبة يوم أول جانفي 1950 . صلى عليه 12 ألف مصلي أمهم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين البشير الإبراهيمي ودفن بمقبرة سيدي محمد ببلكور . ورثاه الشيخ أحمد سحنون بقصيدة مؤثرة .

وفيما يتعلق بالآثار التي تركها علي الحمامي ، تكلم المحاضر عن رواية إدريس باللغة الفرنسية التي تناولت عدة مواضيع ، من أهمها : الدراسة النقدية لنظام الاحتلال ، المجتمع المغاربي ، وحدة ومصير الشعوب المغاربية .كما تحدث عن الشخصيتين الرئيسيتين للرواية وهما : إدريس و والده الحاج علال .في نهاية حديثه عن شخصية المفكر علي الحمامي ، قارن د. قادة بحيري ، أستاذ الاقتصاد ، بين رواية إدريس ، التي قرأها 6 مرات حتى حفظها ، وبين رواية " جان كريستوف " ، التي كتبها الأديب الفرنسي رومان رولان في 10 مجلدات .

ثالثا :حمودة بن ساعي ( 1902 _ 1989 )

بدأ المحاضر كلامه عن المفكر حمودة بن ساعي ، الذي أطلق عليه صفة " المفكر غير المحظوظ" وأهداه كتابه محطات اقتصادية، بقصة اكتشافه من طرف الجزائريين عن طريق الحصة التلفزيونية " الأنيس " التي كان يعدها ويقدمها الأستاذ فوضيل بومالة سنة 1989 .ولد سنة 1902 بباتنة وتوفي بها سنة 1989 . رغم أن مالك بن نبي ذكره أكثر من 48 مرة في مؤلفاته وأهداه كتابه الظاهرة القرآنية ، إلا أن معظم الناس لا يعرفون بأنه أستاذ مالك بن نبي الذي تأثر به عندما التقى به في الثلاثينيات من القرن الماضي بباريس بفرنسا . لقد درس بمدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وكان أنجب تلامذة الشيخ عبد الحميد بن باديس . أيضا ، درس بجامعة السربون وأعد رسالة حول أبي حامد الغزالي . التقى بالكثير من المشاهير مثل المستشرق لويس ماسينيون الذي كان لا يحبه. في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي ،قدم محاضرة حول أزمة المشرق العربي ، فأبكى الفرنسيين الذين حضروها .

بعدها، تحدث د. قادة بحيري طويلا عن لقائه بالأستاذ نور الدين خدودي ، مؤرخ مالك بن نبي وصاحب كتاب عن عبد العزيز الخالدي ،مفكر آخر مغمور ، الذي روى له كيف حصر حمودة بن ساعي بفرنسا وكان يطرد من أي عمل يحصل عليه ، ولما مرض عالجوه بالأشعة السينية ( شهادة صديقه ) في ظهره حتى اعوج . ولما عاد ، في بداية الخمسينيات من القرن الماضي إلى الجزائر ، التقى به الشيخ البشير الإبراهيمي ولم يعرفه بسبب التغير الذي حصل له وأصبح مثل الأعرج حتى لقب بباتنة بالأحدب . أنهى 20 سنة الأخيرة من حياته كاتبا عموميا بإحدى المقاهي بباتنة ، لا يعرفه إلا القليل بأنه مفكر كبير ، تلميذ عبد الحميد بن باديس ، صديق البشير الابراهيمي ، وأستاذ مالك بن نبي .فقد حرم من كل حقوقه : لا سكن ، لا زوجة ، لا أولاد ، ومات مجهولا .

ترك حمودة بن ساعي عدة مخطوطات لم تر النور حتى الآن ، منها كتاب عقيدتي وبعض المقالات عن إيزابيل ايبرهارت.

" هذا ما وددت أن أقوله زملائي المثقفين ، رجال الأمير عبد القادر " .  كانت هذه آخر جملة نطق بها د. قادة بحيري في مداخلته ، التي تبعتها مناقشة ثرية ، تجاوب من خلالها الحضور مع ما جاء فيها ، خصوصا حول شخصية علي الحمامي ، الذي قدم أ. أحمد تواقين إضافات ، خاصة مسألة

 "ضربة المحبرة "  مع موريس طوراز . كما أخذت قضية علاقة المثقف بالسلطة حيزا كبيرا في المناقشة. وقد حمل المحاضر تلامذة هؤلاء المفكرين وغيرهم في عدم الكلام والكتابة حول أساتذتهم أثناء حياتهم مما طالهم التهميش و النسيان.

 ختم هذا اللقاء بأخذ صورة جماعية تذكارية مع  د. قادة بحيري .


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *