جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

الأروع

والجميل دائما

هيثم الأمين

الشاعر الكبير

"هاميس"




وجهك، قبل النّهر، لم يكن شجرة

و أنا...

كنتُ جرحا في قدم الأرضْ

و العصافير كانت طائرات ورقيّة

يرميها، على المارّة، من أعلى ضحكاتهم، أطفال مشاغبونْ !

وحدها أسماك الزينة في مقهى "الآكواريوم"

كانت تحتفظ، داخل حكايات أسلافها، بكلّ أسماء النّهر...

جميلة أنتِ... يا "هاميسْ"

كمطلع فجر، في أيلول، يعانق رائحة الخبز

و يرتدي قميصا خفيفا من رائحة البن؛

يوزّع أحلاما ورديّة

على مراهقين

سهروا يحتسون أسماء حبيباتهم لأنّهم لم يروْا، يوما، النّهر!

جميلة أنتِ... يا "هاميسْ"

كما أغنيات أعراس الجنوب و هي تلوّح للجبل؛

الجبل الذي

وحدهُ

يملك الحقّ في تحديد موعد النّهر، القادم !

يُعجبني... مطبخك الصّغير

و حمّامك الذي يعجّ بقوارير كثيرة:

أسمّيها، أنا، كلّها "شامبو"

و تطلقين عليها أسماء كثيرة لم أحفظها يوما !

"هاميس"

لقد كان العشاء مالحا، بعض الشّيء

و كنتِ رطبة كغابة استوائية، حين خرجت من الحمّام !

و أنا... رجل مملّحٌ

كسبخة لا تعرف شيئا عن النّهر

إلّا ما حدثّها به طائر نحام ورديّ عابرْ !

تعجبني غرفة نومك

و سريرك الذي يتّسع لحلمينْ...

ليس مهمّا... و لكنّي أظنْ

أنّ القميص الأخضر الملكيْ... أجملْ !

نعم.. حتما... أنا أعشق الكحلْ

و لكنّك.. دون كحل... أروعْ !

غنّي يا "هاميس"

و أنتِ ترتّبين رغبتي أمام المرآة

و تكشطين عنّي مجراي القديم...

و هذا الضّوء

بخور مقدّس وآخر طقس في الحكاية

فافتحي، يا "هاميس"، بوّابة الماء

و اعبري، بمباركة كلّ أسمائنا المشتركة، وبكلّ غرقك إلى مجرايْ

لأفيضْ

فيصير وجهك شجرة

و تصير الطائرات الورقيّة عصافيرا

و أصير ما يشبه النّهر، في قدم الأرضْ

فتتخلّص حنجرتي من الملح الزائد الذي كان في العشاء !!

ــــــــــــــــــــــــ

*هاميس: اسم عروس النيل الذي يقول الموروث الشعبي المصري أنّ الفراعنة كانوا يلقون بها في النيل ليعطيهم الفيضان الامثل.

 


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *